حينما قال الرسول: (سيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط1: 17) كان يقصد طبعاً طول مدة غربتنا على الأرض، يرافقنا الحرص فيها طلباً للخلاص. ولهذا فإن الكنيسة كانت باستمرار تهتم كيف فارق الإنسان هذا العالم، وليس كيف بدأ حياته. ولذلك يقول القديس بولس الرسول عن الأمثلة التي نفتدى بها:
(انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم) (عب 13: 7).
وماذا تعنى عبارة (نهاية سيرتهم) إلا أن الخلاص يشمل الحياة كلها حتى نهاية السيرة بحيث لا نستطيع أن نحكم قبل هذه النهاية، التي فيها هؤلاء القديسون (كملوا في الإيمان)
26 فالخلاص ليس هو مجرد البدء، إنما الاستمرارية حتى النهاية.
ليس هو انتقالك من الموت إلى الحياة، إنما استمرارك في الحياة. فقد تبدأ بالروح وتكمل بالجسد، كما فعل الغلاطيون الأغبياء (غل 3: 3)
ليس الخلاص في أن تصير قديساً، إنما الخلاص هو أن تستمر في القداسة، حتى تسلم وديعتك بسلام وتنتقل إلى الرب.
27 هوذا بولس الرسول يقدم لنا أهل أفسس كمثال:
إنه يكتب رسالته إلى القديسين الذين في أفسس (1: 8) ومع ذلك يطلب إليهم أن يسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعوا إليها (4: 1) وأن يسلكوا بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء (5: 15) وشرح لهم حروب الشياطين (6: 10 18) وقال لهؤلاء (ألبسوا سلاح الله الكامل، لكى تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس) (6: 11).
بل ما أعجب قول بولس الرسول إلى قديسى أفسس، وهو يحذرهم من الوقوع من الوقوع في الزنا والنجاسة والطمع وكلام السفاهة.
فيقول: (وأما الزنا وكل نجاسة أو مع، فلا يسم بينكم كما يليق بينكم كما يليق بقديسين ولا القباحة ولا كلام السفاهة.. ) (5: 3 7) أكان هناك خوف على هؤلاء القديسين أيضاً (لأنه بسبب هذه الأمور يأتى غضب الله على بناء المعصية، فلا تكونوا شركاءهم) (أف 5: 6، 7)
إذن فالقديسون يحتاجون إلى سلاح وإلى حرب، وإلى ثبات، حتى يعلن الله خلاصهم في اليوم الأخير (1بط 1: 5 )
28 فهل يجرؤ إنسان أن يسأل غيره قبل الوقت، ويقول له: ,, هل خلصت يا أخ؟،، إن كان قد خلص، وخلص في لحظة سجلها في مفكرته، فما معنى الجهاد إذن مدى الحياة؟ وما معنى الحرب التي يتعرض لها القديسون؟ وما معنى أن بعض القديسين سيغلبهم الوحش (رؤ 13)؟ وما معنى سقوط ثلاثة من ملائكة الكنائس السبع (رؤ 2، 3)؟ وما معنى حاجة المؤمنين إلى سلاح الله الكامل لكى يقدروا أن يثبتوا ضد مكائد إبليس (أف 6)؟!
إن شعر أحد في لحظة أنه قد تخلص من محبة الخطية، فليتضع هذا الشخص ولينسحق. فربما تعود إليه الخطية مرة أخرى، وبصورة أشد وأبشع!
إن الشيطان ليس نائماً، ولم يسلم سلاحه بعد. بل على العكس هو مازال يجول كأسد يزأر (1بط 5: 8، 9). لذلك حياة القديسين هى حياة جهاد طوال (زمان غربتهم) على الأرض.. حتى بولس الرسول نفسه، الذي صعد إلى السماء الثالثة وسمع كلمات لا ينطبق بها (2كو 12: 2، 4)
29 بولس الرسول العظيم يقول: (أقمع جسدى واستعبده، حتى بعدها كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسى مرفوضاً) (1كو 9: 27)!
هذا القديس المتواضع، لم يقل أنا خلصت في لحظة، كما يقولها بكل جرأة أحد الشبان في أيامنا! بل انه يقول بكل اتضاع: (أسعى نحو الغرض، لأجل جعالة دعوة الله العليا) (اسعى لعلى أدرك، الذي لأجله أدركنى أيضاً المسيح) (فى 3: 14، 12)
30 ولا يقول هذا الكلام عن نفسه فقط، بل يضعه كقاعدة أمامنا، بل أمام الكاملين منا فيقول:
(فليفتكر هذا جميع الكاملين منا.. فلنسلك بحسب بحسب ذلك القانون عينه، ونفتكر ذلك عينه) (فى 3: 15، 16)
إذن يا من تظن أنك نلت الخلاص فى لحظة، انتظر قليلاً ولا تتسرع.. ربما تكون لحظة من النعمة قد مرت بك، فأحسست شيئاً روحياً داخلك. وظننت أن نعمة تلك اللحظة قد صارت لك بيعة الحياة كلها..
إذن (لا تستكبر بل خف) (رو 11: 20) وأمامك مثال:
31 القديس تيموثاوس، تلميذ بولس الرسول، كمثال في الخلاص:
كان هذا القديس من رجال الإيمان المعروفين. وقد تربى تربية صالحة على يدى أمه وجدته (2تى 1: 5) وكان منذ طفولته يعرف الكتب المقدسة (2تى 3: 15) وقد صار بعد إيمانه أحد أساقفة الكنيسة، وصار مساعداً لبولس الرسول في كرازته الواسعة. ولقد قال عنه القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: (لأنه يعمل عمل الرب كما أنا أيضاً) (1كو 16: 10)
ومع كل ذلك، يقول له معلمه بولس:
لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك. لأنك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً) (1تى 4: 16)
إذن القديس تيموثاوس الأسقف والمبشر والمعلم ومساعد بولس الرسول، الذي يعمل عمل الرب كما هو أيضاً.. تيموثاوس رجل الإيمان، كان محتاجاً إلى الخلاص، وكان محتاجاً أن يلاحظ نفسه لكى يخلص.. وهذه الملاحظة للنفس كانت لابد أن تستمر على الداوم.
وقد جعل الرسول خلاص هذا القديس الأسقف مشروطا بشرط: إن فعلت هذا تخلص نفسك. إن لاحظت نفسك والتعليم ودامت على ذلك..
نعمة الله الاب تكون معكم
(انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم) (عب 13: 7).
وماذا تعنى عبارة (نهاية سيرتهم) إلا أن الخلاص يشمل الحياة كلها حتى نهاية السيرة بحيث لا نستطيع أن نحكم قبل هذه النهاية، التي فيها هؤلاء القديسون (كملوا في الإيمان)
26 فالخلاص ليس هو مجرد البدء، إنما الاستمرارية حتى النهاية.
ليس هو انتقالك من الموت إلى الحياة، إنما استمرارك في الحياة. فقد تبدأ بالروح وتكمل بالجسد، كما فعل الغلاطيون الأغبياء (غل 3: 3)
ليس الخلاص في أن تصير قديساً، إنما الخلاص هو أن تستمر في القداسة، حتى تسلم وديعتك بسلام وتنتقل إلى الرب.
27 هوذا بولس الرسول يقدم لنا أهل أفسس كمثال:
إنه يكتب رسالته إلى القديسين الذين في أفسس (1: 8) ومع ذلك يطلب إليهم أن يسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعوا إليها (4: 1) وأن يسلكوا بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء (5: 15) وشرح لهم حروب الشياطين (6: 10 18) وقال لهؤلاء (ألبسوا سلاح الله الكامل، لكى تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس) (6: 11).
بل ما أعجب قول بولس الرسول إلى قديسى أفسس، وهو يحذرهم من الوقوع من الوقوع في الزنا والنجاسة والطمع وكلام السفاهة.
فيقول: (وأما الزنا وكل نجاسة أو مع، فلا يسم بينكم كما يليق بينكم كما يليق بقديسين ولا القباحة ولا كلام السفاهة.. ) (5: 3 7) أكان هناك خوف على هؤلاء القديسين أيضاً (لأنه بسبب هذه الأمور يأتى غضب الله على بناء المعصية، فلا تكونوا شركاءهم) (أف 5: 6، 7)
إذن فالقديسون يحتاجون إلى سلاح وإلى حرب، وإلى ثبات، حتى يعلن الله خلاصهم في اليوم الأخير (1بط 1: 5 )
28 فهل يجرؤ إنسان أن يسأل غيره قبل الوقت، ويقول له: ,, هل خلصت يا أخ؟،، إن كان قد خلص، وخلص في لحظة سجلها في مفكرته، فما معنى الجهاد إذن مدى الحياة؟ وما معنى الحرب التي يتعرض لها القديسون؟ وما معنى أن بعض القديسين سيغلبهم الوحش (رؤ 13)؟ وما معنى سقوط ثلاثة من ملائكة الكنائس السبع (رؤ 2، 3)؟ وما معنى حاجة المؤمنين إلى سلاح الله الكامل لكى يقدروا أن يثبتوا ضد مكائد إبليس (أف 6)؟!
إن شعر أحد في لحظة أنه قد تخلص من محبة الخطية، فليتضع هذا الشخص ولينسحق. فربما تعود إليه الخطية مرة أخرى، وبصورة أشد وأبشع!
إن الشيطان ليس نائماً، ولم يسلم سلاحه بعد. بل على العكس هو مازال يجول كأسد يزأر (1بط 5: 8، 9). لذلك حياة القديسين هى حياة جهاد طوال (زمان غربتهم) على الأرض.. حتى بولس الرسول نفسه، الذي صعد إلى السماء الثالثة وسمع كلمات لا ينطبق بها (2كو 12: 2، 4)
29 بولس الرسول العظيم يقول: (أقمع جسدى واستعبده، حتى بعدها كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسى مرفوضاً) (1كو 9: 27)!
هذا القديس المتواضع، لم يقل أنا خلصت في لحظة، كما يقولها بكل جرأة أحد الشبان في أيامنا! بل انه يقول بكل اتضاع: (أسعى نحو الغرض، لأجل جعالة دعوة الله العليا) (اسعى لعلى أدرك، الذي لأجله أدركنى أيضاً المسيح) (فى 3: 14، 12)
30 ولا يقول هذا الكلام عن نفسه فقط، بل يضعه كقاعدة أمامنا، بل أمام الكاملين منا فيقول:
(فليفتكر هذا جميع الكاملين منا.. فلنسلك بحسب بحسب ذلك القانون عينه، ونفتكر ذلك عينه) (فى 3: 15، 16)
إذن يا من تظن أنك نلت الخلاص فى لحظة، انتظر قليلاً ولا تتسرع.. ربما تكون لحظة من النعمة قد مرت بك، فأحسست شيئاً روحياً داخلك. وظننت أن نعمة تلك اللحظة قد صارت لك بيعة الحياة كلها..
إذن (لا تستكبر بل خف) (رو 11: 20) وأمامك مثال:
31 القديس تيموثاوس، تلميذ بولس الرسول، كمثال في الخلاص:
كان هذا القديس من رجال الإيمان المعروفين. وقد تربى تربية صالحة على يدى أمه وجدته (2تى 1: 5) وكان منذ طفولته يعرف الكتب المقدسة (2تى 3: 15) وقد صار بعد إيمانه أحد أساقفة الكنيسة، وصار مساعداً لبولس الرسول في كرازته الواسعة. ولقد قال عنه القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: (لأنه يعمل عمل الرب كما أنا أيضاً) (1كو 16: 10)
ومع كل ذلك، يقول له معلمه بولس:
لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك. لأنك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً) (1تى 4: 16)
إذن القديس تيموثاوس الأسقف والمبشر والمعلم ومساعد بولس الرسول، الذي يعمل عمل الرب كما هو أيضاً.. تيموثاوس رجل الإيمان، كان محتاجاً إلى الخلاص، وكان محتاجاً أن يلاحظ نفسه لكى يخلص.. وهذه الملاحظة للنفس كانت لابد أن تستمر على الداوم.
وقد جعل الرسول خلاص هذا القديس الأسقف مشروطا بشرط: إن فعلت هذا تخلص نفسك. إن لاحظت نفسك والتعليم ودامت على ذلك..
نعمة الله الاب تكون معكم
No comments:
Post a Comment