كما جاء في الكتاب المُقدَّس:
تُشير الكُتُب المُقدَّسة إلى نـزول الرب يسوع إلى الهاوية في المواضع التالية:
«لذلك يقول: "إذ صعد إلى العلاء سبى سبيًا وأعطى الناس عطايا". وأمَّا أنَّه "صعد", فما هو إلاَّ إنَّه نـزل أيضًا أوَّلاً إلى أقسام الأرض السُّفلى...» (أف4: 8و9).
«فإنَّ المسيح أيضًا تألَّم مرَّة واحدة من أجل الخطايا, البار من أجل الأثمة, لكي يُقرِّبنا إلى الله, مُماتًا في الجسد ولكن مُحيً في الرُّوح, الذي فيه أيضًا ذهب فكَرَز للأرواح التي في السِّجن, إذ عصت قديمًا, حين كانت أناة الله تنتظر مرَّة في أيَّام نوح» (1بط3: 18-20).
«فإنَّه لأجل هذا بُشِّر الموتى أيضًا, لكي يُدانوا حسب الناس بالجسد, ولكن ليحيوا حسب الله بالرُّوح» (1بط4: 6).
«لأنَّه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيَّام وثلاث ليالٍ, هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيَّام وثلاث ليالٍ» (مت12: 40).
يُفسِّر آباء الكنيسة نـزول يونان في بطن الحوت كرمز إلى نـزول المسيح إلى الهاوية.
«والقبور تفتَّحَت, وقام كثير من أجساد القدِّيسين الراقدين, وخرجوا من القبور بعد قيامته, ودخلوا المدينة المُقدَّسة, وظهروا لكثيرين» (مت27: 52و53).
وتعليقًا على هذا العدد يقول الأب سمعان الذي من تسالونيكي:
”القبور تفتَّحَت كافتتاح وتمهيد للقيامة العامة؛ فقد قام كثير من أجساد القدِّيسين الذين رقدوا, لأن بموت الرب أُخضِع الموت للموت, والذين في القبور أُطلِقوا“.
مديح على نـزول المسيح إلى الهاوية:
لسان حال الرب:
”الخليقة تتهلَّل, وكل الأرض تفرح, لأن الهاوية الآن قد انتُزِع عنها سلاحها, والعدو صار مهزومًا وفي مَهلَك. النِّسوة تأتينَ إليَّ بالأطياب, فقد خلَّصتُ آدم وحواء وكل الجنس البشري عندما قمتُ من الأموات في اليوم الثالث.
بين الجلجثة ونـزول المسيح إلى الهاوية:
الجلجثة ونـزول المسيح إلى الهاوية أمران مُرتبطان جدًّا, وكأن محبَّة الله على الجلجثة لم تستطع أن تحتمل لحظة, بل اندَفَعَت لتوِّها للفرح المُنتَظِر من إطلاق الأرواح المسجونة في الهاوية.
ذكر الأب يوحنا الدمشقي John Damascene الارتباط الوثيق بين الجلجثة ونـزول المسيح إلى الهاوية عندما كَتَب:
”كل عمل وكل معجزة أجراها المسيح كانت عجيبة وإلهيَّة, ولكن الأعجب من جميعها كان الصَّليب المُكرَّم, لأنَّه لم يكن شيء يستطيع أن يُخضِع الموت, ويُكفِّر عن خطيَّة أبوينا الأوَّلين, وينهب الجحيم, ويمنح القيامة, وأن يهبنا القوَّة لندين الموت نفسه, وأن يُعيدنا إلى البَرَكَة الأولى, وأن يفتح أبواب الفردوس, ويُعطي طبيعتنا مكانًا عن يمين الله, ويجعلنا أولادًا لله, سوى صليب سيِّدنا يسوع المسيح“.
الارتباط الوثيق بين الجلجثة ونـزول الجحيم يمكن أيضًا أن يُوضِّح حقيقة هامَّة وهي أن الوقت الذي مرَّ بين موت المسيح في الجلجثة حين أحنى رأسه وأسلم الرُّوح, وبين قيامته حين قام منتصرًا محطِّمًا قيود الموت, نقول في هذا الوقت الذي مرَّ بين موته وقيامته,لم يكن يسوع قد استراح بعد من أعماله, فقد كان في الحقيقة لا يزال يعمل عمل الآب, فقد: «ذهب وكَرَز للأرواح التي في السِّجن».
نـزل كغالِب:
إن عقيدة نـزول المسيح إلى الجحيم تُجيب عن سؤالين هامَّين:
(1) أين كان المسيح بعد صلبه يوم الجمعة إلى يوم قيامته؟
(2) ماذا حدث لأولئك الناس الذين ماتوا قبل مجيء المسيح على الأرض, ولم تكن لهم فُرصَة ليعرفوه كمُخلِّص؟
بعد صلب المسيح, وقبل قيامته, نـزل يسوع إلى الجحيم ليمنح الخلاص لأولئك الذين عاشوا وماتوا قبل مجيئه.
يقول الأب جورج فلوروفسكي:
”كان يوم السَّبت هو يوم نـزول المسيح إلى الجحيم, وهذا اليوم هو يوم قيامة الأموات, وهو إعلان عن الحياة وسط انحلال الموت عديم الرجاء؛ إنَّه نُصرة على الموت“.
من المهم جدًّا أن نتذكَّر أنَّه بسبب نـزول المسيح الانتصاري للجحيم, يُشار إلى هذا النـزول أنَّه تدمير وخراب للهاوية. الهاوية اندَحَرَت؛ الموت غُلِب وقُهِر؛ أبواب الجحيم تحطَّمَت؛ وقديسو العهد القديم التفُّوا حول المسيح الملك الغالب. الشيطان هُزِم ودُحِر إلى الأبد. الأبرار انفتحت أمامهم أبواب السماء.
نـزول المسيح إلى الجحيم كغالب يُمثِّل عمل الله الخلاصي. سمح يسوع لنفسه أن يذوق الموت ليتخلَّل مملكة الموت ويسلب منها قوَّتها. لم يعد الموت بعد سيِّدًا على بيته, فمنذ أن نـزل المسيح إلى الجحيم, فقد امتلك مفاتيح مملكة الموت: «ولي مفاتيح الهاوية والموت» (رؤ1: 18), فالمسيح هو الإنسان الأوَّل الذي لم يمكن للموت أن يمسكه: «الذي أقامه الله ناقضًا أوجاع الموت, إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسَك منه» (أع2: 24), ومع ذلك فيظل الموت هو العدو الأخير الذي لابد أن يُبطَل أخيرًا: «آخِر عدو يُبطَل هو الموت» (1كو15: 26), ولكنَّ المؤمنين يعيشون ويموتون في الرب الذي غلب الموت وأهانه: «لأنَّنا إن عِشنا فللرب نعيش, وإن مُتنا فللرب نموت؛ إن عشنا وإن متنا فللرب نحن» (رو14: 8).
من تكون الأرواح التي كانت في السِّجن؟
من يكون هؤلاء الذين يقول عنهم القدِّيس بطرس: «الأرواح التي في السِّجن» (1بط3: 19). من هم الذين خلَّصهم يسوع من الجحيم بنـزوله الانتصاري؟
تُعلِّمنا الكنيسة الأولى أن يسوع نـزل إلى موضع الموتى وكرز بالإنجيل للآباء البطاركة, وللقدِّيسين, وللأنبياء ولشهداء العهد القديم, ليقودهم من الهاوية إلى السماء. هؤلاء هم في الحقيقة: «الأرواح التي في السِّجن» الذين كَرَز لهم يسوع.
يقول القدِّيس إيرينيئوس بهذا الصَّدَد:
”لهذا السبب نـزل السيِّد إلى المناطق التي تحت الأرض, ليكرز بمجيئه إلى هناك أيضًا, وليُعلِن غفران الخطايا التي ينالها المؤمنون به. كل الذين آمنوا به, والذين ترجَّوه... الأنبياء والبطاركة ينالون مغفرة الخطايا كما ننالها نحن, قد صار موت الرب واسطة الشفاء وغفران الخطايا“.
تحرير النفوس المسجونة اليوم:
حقيقة أنَّ يسوع كرز للذين في السِّجن هي مُناسبة جدًّا لموضوعنا اليوم. أليست الكلمات: «الأرواح التي في السِّجن» تصف أغلبنا اليوم؟ أليس كثيرون منَّا مسجونين اليوم؟ أليس العالم يرى هذا في وجوهنا وفي تعبيرات كلماتنا اليوم؟ إنَّ قوَّات السِّجن في الحياة تفرض نفسها علينا اليوم. إنَّ يسوع يأتي اليوم لمثل هذه النفوس كمُحرِّر وحيد ليطلقنا أحرارًا. أَمَا نادى يسوع بهذا وهو يُعلِّم في مجمع الناصرة في بواكير خدمته: «لأنادي للمأسورين بالإطلاق... وأُرسِل المنسحقين في الحريَّة» (لو4: 18).
اليد التي امتدَّت لتُمسِك يد آدم تصل إلينا اليوم لتحتضن نسل آدم أيضًا, لأنَّنا نحن أيضًا مربوطون بقيود الموت. نحن أيضًا مأسورون بقوَّة الخطيَّة. نحن أيضًا قد: «مُتنا بالذنوب والخطايا», وأُلقينا إلى أبعد مكان في الهاوية. المسيح اليوم يأتي إلينا كما جاء للخروف الضال, نازلاً بحبِّه الرقيق الحنون الشَّفوق ليبحث عنَّا في الظلام, وليرفعنا معه, وكمُطارِد سماوي, فهو يُلاحقنا في طرقنا الشاردة المُتفرِّعة والملتوية. إن جعلنا مسكننا في الجحيم, فهو هناك, موجود دائمًا, ليبلُغ إلينا ويرفعنا معه إلى مجد حياة القيامة. هو يرفعنا من القلق والخوف من وجه الموت, إلى رجاء حياة القيامة الذي لا يهتـز. يرفعنا من الخوف من المستقبل إلى فرحٍ لا ينقص. يرفعنا من شعور الوحدة والبُعد والانفصال إلى الصَّداقة مع الله: «قد سمَّيتكم أحبَّاء» (يو15: 15).
ماذا كانت رسالة المسيح بالضَّبط في الهاوية؟
فكرة إنقاذ الآباء البطاركة من الجحيم كانت تُشكِّل المحور الجوهري لعقيدة نـزول المسيح إلى هناك. بينما كان المسيح ميِّتًا بالجسد, نزل حيًّا بالروح إلى مكان سجن الأرواح ليكرز لها بإنجيل الخلاص الذي كان يكرز به وهو على الأرض. ولكنَّنا نجد أن ترتليانوس Tertullian وهيبوليتس Hippolytus يقولان إنَّ فكرة افتقاد المسيح للهاوية لم تكن فقط لمجرَّد تخليص الأرواح, ولكن قد نـزل إلى حضن إبراهيم لكي تتشارك الأرواح في حبِّه. لقد أحضر معه حُب الله, ونور الله, والنَّصرة إلى أعمق المناطق تحت الأرض إظلامًا وفقدانًا لأي مجد.
رسالة يسوع إلى الهاوية كانت لتُحطِّم الجحيم. يقول القدِّيس يوحنا ذهبي الفم في عظة له بمناسبة البصخة المُقدَّسة:
”أُسِر الجحيم بنـزول ربِّنا إليه, أُلغِيَ وأُبطِلَ, مات وسُخِرَ به, انقلب وتخرَّب“.
كانت رسالة المسيح في الجحيم هي أن يُبيد الموت, ويقول القدِّيس غريغوريوس اللاهوتي في مديح للمسيح:
”طَرَد شوكة الموت وألغاها وأتلفها وأبادها, وحطَّم أبواب الجحيم الكئيبة والمُعتمة, القذرة والخسيسة والكريهة, وأعطى الإطلاق والحريَّة للأرواح“.
وستظل أبواب الموت مكسورة ومحطَّمة تحطيمًا إلى الأبد بالنِّسبة للمؤمنين بالمسيح.
كانت إرساليَّة المسيح إلى الهاوية لأجل تكميل عمله الخلاصي. كان عمله هو أن يُعلِن الخلاص, ليس فقط للأحياء, بل أيضًا للأبرار الموتى. كان يُظن في العهد القديم أن الله لا يُبالي ولا يكترث بأولئك المحبوسين والمُقيَّدين في الهاوية (شاؤول) Sheol , ولكن صار جليًّا الآن أن هذا لم يكن صحيحًا, فالله يعتني بالأموات وبالأحياء, وإن كنا عائشين أو موتى فنحن للرب كما يقول القدِّيس بولس. أكمل الرب يسوع في الجحيم عمله الكوني, وجلب للجميع نتائج ذبيحته الفدائيَّة الخلاصيَّة. يقول القدِّيس يوستين Justin الشَّهيد:
”السيِّد الرب, إله إسرائيل القدُّوس, تذكَّر موتاه, هؤلاء الراقدين في الأرض, ونـزل إليهم ليبلغهم أخبار الخلاص المُفرِحة.
في أعمق لحظات عار المسيح وخزيه على الصليب, كان كما هو الإله الأزلي الحي, تمامًا مثلما كان في وقت التجلِّي في مجده على جبل تابور, لأنَّه في وقت موته نـزل إلى الجحيم وأمر الشيطان قائلاً:
”أنا آمرك أيُّها الجحيم, أيُّها الظلام, أيُّها الموت أن تُطلِق أرواح بني آدم المُقيَّدة والمسجونة.
كانت مهمَّة المسيح في الجحيم أن يمنح لنا الإذن بالدخول, ويفتح المعبَر إلى السماء, وليكشف لنا حقيقة القيامة الآتية للأموات“.
يكتب ليونيد أوسبنكي ويقول:
”كان النـزول إلى الجحيم هو الخطوة الأخيرة في طريق الإخلاء الذي مارسه المسيح, ولكن الحقيقة المؤكَّدة لـ: "نزوله إلى جحيم الأرض", هي أنَّه أصدر لنا الإذن بالدخول إلى السماء. وبإطلاقه آدم القديم ومعه كل الجنس البشري من عبوديَّة الشيطان, هذا الذي هو تجسيد للخطيَّة والظلام والموت, فالرب شيَّد وأقام صرح الحياة الجديدة وأساسها لأولئك الذين يتَّحدون به ليصيروا بشريَّة مولودة جديدًا. ولذلك فَرَفْع آدم الروحي يُمثَّل في أيقونة نـزول المسيح إلى الجحيم, كرمز للقيامة الآتية للجسد, والتي كانت باكورتها قيامة المسيح. لذلك فإن كانت تلك الأيقونة تُعبِّر عن معنى الحدث الذي يُحتَفَل بذكراه في يوم السبت العظيم, وقد عُرِضَت لتدعونا للعبادة في هذا اليوم, فإنَّها تُسمَّى أيقونة القيامة, كتصوُّر مُسبَق للاحتفال المُقبِل بقيامة المسيح, وبالتالي قيامة الأموات المُزمِع أن تتم في المستقبل“.
ماذا تقول لنا هذه العقيدة اليوم؟
مَن يجرؤ أن يقول: ”إنَّني أُحبُّك جدًّا, لدرجة أن أذهب إلى الجحيم لأجلك؟“ إنَّه يسوع! فهذا بالضَّبط ما فعله حبُّه لنا, فقد نـزل مرَّة إلى الجحيم, وهو مُستعد أن ينـزل مرَّة أخرى لينقذك إن كنتَ هناك. يُرنِّم المُزمِّر ويقول: «وإن فَرَشتُ في الهاوية, فأنتَ هناك!»
إن فتَّش الناس ليبحثوا أين يوجد الله اليوم, فسيكون في الجحيم: جحيم الجريمة, جحيم المُخدِّرات والإدمان, جحيم الأُسَر المُمزَّقة, جحيم الضياع عن الله. قد يتوقَّع المرء أن يجد الله, ليس في الجحيم ولكن في السماء, ولكن الأخبار السارَّة لعقيدة نـزول المسيح إلى الجحيم تقول لنا إنَّ الله قد جاء في المسيح في وسط جحيمنا ليبحث عنَّا, ليُظهِر حبَّه لنا, ودعوتُه لنا هي أن نعود إلى بيتنا.
يقول القدِّيس بولس: «الذي نـزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السموات ليملأ الكل» (أف4: 10), ويُعلِّق ف. ب. ماير F. B. Meyer على هذه الآية بقوله:
”كيف نـزل؟ لقد أحنى السماء ونـزل وضباب تحت رجليه؛
نـزل إلى بطن العذراء, وإلى المذود؛
نـزل إلى الناصرة وإلى دكَّان النجارة؛
نـزل إلى الجوع والعطش, إلى الجهاد والعَرَق الدامي؛
نـزل إلى الصليب وإلى الآلام؛
نـزل إلى الموت والدَّفن وفي مغارة ليست له!
نـزل إلى ظلال عالم الجحيم المُظلِم؛
إلى الأرواح التي في السِّجن؛
وإلى أي مكان أسفل منه, إن وُجِد, سيكون هناك أيضًا!
ولكنَّه صعد من هذه الأماكن السُّفليَّة, ومعه مفاتيح الموت والجحيم عند منطقته. وصعد إلى العُلا يقود المأسورين أحرارًا... ليملأ كل القلوب, بالنِّعمة والحُب والمعونة؛ هذه التي أظهرها وقدَّمها أثناء خدمته الأرضيَّة“.
هو ينـزل اليوم:
إنَّ حبَّ الله عظيمٌ جدًّا لدرجة لا تسمح له أن يظلَّ في السماء بينما أولاده يتألَّمون على الأرض, كما أنَّه أيضًا لا يستطيع أن يبقى على الأرض, إن كان أحدٌ يتألَّم في الجحيم. الله يقتفي أثر الإنسان لأبعد مسافة يمكن للإنسان أن يهرب إليها عن الله, إلى أعمق مسافة عن الله, إلى هاوية الجحيم. الله يُطارِد الإنسان في ظلام الأرض, وفي أعماق جحيم الموت والآلام التي يُقاسيها البشر. إنَّ نـزول المسيح إلى الهاوية هو نفسه القيامة. الله يستأصِل من الجحيم عقوبة الموت عن آدم وحواء, أمَّا مفاتيح الهاوية بأبوابها ومصاريعها فقد محقها وأبادها وأبطلها كما أوضَحَت لنا الأيقونة جيِّدًا من قبل.
ويقول القدِّيس مقاريوس في تعليقه على الآية: «ذهب وكرز للأرواح التي في السِّجن»:
”هو يَكْسِر الأحجار الثقيلة التي تُغطِّي النفس اليوم. هو يفتح القبور, وهو حقًّا يُقيم الميِّت إلى الحياة ويُخرِج النفس المأسورة من السِّجن المظلم“.
تُشير الكُتُب المُقدَّسة إلى نـزول الرب يسوع إلى الهاوية في المواضع التالية:
«لذلك يقول: "إذ صعد إلى العلاء سبى سبيًا وأعطى الناس عطايا". وأمَّا أنَّه "صعد", فما هو إلاَّ إنَّه نـزل أيضًا أوَّلاً إلى أقسام الأرض السُّفلى...» (أف4: 8و9).
«فإنَّ المسيح أيضًا تألَّم مرَّة واحدة من أجل الخطايا, البار من أجل الأثمة, لكي يُقرِّبنا إلى الله, مُماتًا في الجسد ولكن مُحيً في الرُّوح, الذي فيه أيضًا ذهب فكَرَز للأرواح التي في السِّجن, إذ عصت قديمًا, حين كانت أناة الله تنتظر مرَّة في أيَّام نوح» (1بط3: 18-20).
«فإنَّه لأجل هذا بُشِّر الموتى أيضًا, لكي يُدانوا حسب الناس بالجسد, ولكن ليحيوا حسب الله بالرُّوح» (1بط4: 6).
«لأنَّه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيَّام وثلاث ليالٍ, هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيَّام وثلاث ليالٍ» (مت12: 40).
يُفسِّر آباء الكنيسة نـزول يونان في بطن الحوت كرمز إلى نـزول المسيح إلى الهاوية.
«والقبور تفتَّحَت, وقام كثير من أجساد القدِّيسين الراقدين, وخرجوا من القبور بعد قيامته, ودخلوا المدينة المُقدَّسة, وظهروا لكثيرين» (مت27: 52و53).
وتعليقًا على هذا العدد يقول الأب سمعان الذي من تسالونيكي:
”القبور تفتَّحَت كافتتاح وتمهيد للقيامة العامة؛ فقد قام كثير من أجساد القدِّيسين الذين رقدوا, لأن بموت الرب أُخضِع الموت للموت, والذين في القبور أُطلِقوا“.
مديح على نـزول المسيح إلى الهاوية:
لسان حال الرب:
”الخليقة تتهلَّل, وكل الأرض تفرح, لأن الهاوية الآن قد انتُزِع عنها سلاحها, والعدو صار مهزومًا وفي مَهلَك. النِّسوة تأتينَ إليَّ بالأطياب, فقد خلَّصتُ آدم وحواء وكل الجنس البشري عندما قمتُ من الأموات في اليوم الثالث.
بين الجلجثة ونـزول المسيح إلى الهاوية:
الجلجثة ونـزول المسيح إلى الهاوية أمران مُرتبطان جدًّا, وكأن محبَّة الله على الجلجثة لم تستطع أن تحتمل لحظة, بل اندَفَعَت لتوِّها للفرح المُنتَظِر من إطلاق الأرواح المسجونة في الهاوية.
ذكر الأب يوحنا الدمشقي John Damascene الارتباط الوثيق بين الجلجثة ونـزول المسيح إلى الهاوية عندما كَتَب:
”كل عمل وكل معجزة أجراها المسيح كانت عجيبة وإلهيَّة, ولكن الأعجب من جميعها كان الصَّليب المُكرَّم, لأنَّه لم يكن شيء يستطيع أن يُخضِع الموت, ويُكفِّر عن خطيَّة أبوينا الأوَّلين, وينهب الجحيم, ويمنح القيامة, وأن يهبنا القوَّة لندين الموت نفسه, وأن يُعيدنا إلى البَرَكَة الأولى, وأن يفتح أبواب الفردوس, ويُعطي طبيعتنا مكانًا عن يمين الله, ويجعلنا أولادًا لله, سوى صليب سيِّدنا يسوع المسيح“.
الارتباط الوثيق بين الجلجثة ونـزول الجحيم يمكن أيضًا أن يُوضِّح حقيقة هامَّة وهي أن الوقت الذي مرَّ بين موت المسيح في الجلجثة حين أحنى رأسه وأسلم الرُّوح, وبين قيامته حين قام منتصرًا محطِّمًا قيود الموت, نقول في هذا الوقت الذي مرَّ بين موته وقيامته,لم يكن يسوع قد استراح بعد من أعماله, فقد كان في الحقيقة لا يزال يعمل عمل الآب, فقد: «ذهب وكَرَز للأرواح التي في السِّجن».
نـزل كغالِب:
إن عقيدة نـزول المسيح إلى الجحيم تُجيب عن سؤالين هامَّين:
(1) أين كان المسيح بعد صلبه يوم الجمعة إلى يوم قيامته؟
(2) ماذا حدث لأولئك الناس الذين ماتوا قبل مجيء المسيح على الأرض, ولم تكن لهم فُرصَة ليعرفوه كمُخلِّص؟
بعد صلب المسيح, وقبل قيامته, نـزل يسوع إلى الجحيم ليمنح الخلاص لأولئك الذين عاشوا وماتوا قبل مجيئه.
يقول الأب جورج فلوروفسكي:
”كان يوم السَّبت هو يوم نـزول المسيح إلى الجحيم, وهذا اليوم هو يوم قيامة الأموات, وهو إعلان عن الحياة وسط انحلال الموت عديم الرجاء؛ إنَّه نُصرة على الموت“.
من المهم جدًّا أن نتذكَّر أنَّه بسبب نـزول المسيح الانتصاري للجحيم, يُشار إلى هذا النـزول أنَّه تدمير وخراب للهاوية. الهاوية اندَحَرَت؛ الموت غُلِب وقُهِر؛ أبواب الجحيم تحطَّمَت؛ وقديسو العهد القديم التفُّوا حول المسيح الملك الغالب. الشيطان هُزِم ودُحِر إلى الأبد. الأبرار انفتحت أمامهم أبواب السماء.
نـزول المسيح إلى الجحيم كغالب يُمثِّل عمل الله الخلاصي. سمح يسوع لنفسه أن يذوق الموت ليتخلَّل مملكة الموت ويسلب منها قوَّتها. لم يعد الموت بعد سيِّدًا على بيته, فمنذ أن نـزل المسيح إلى الجحيم, فقد امتلك مفاتيح مملكة الموت: «ولي مفاتيح الهاوية والموت» (رؤ1: 18), فالمسيح هو الإنسان الأوَّل الذي لم يمكن للموت أن يمسكه: «الذي أقامه الله ناقضًا أوجاع الموت, إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسَك منه» (أع2: 24), ومع ذلك فيظل الموت هو العدو الأخير الذي لابد أن يُبطَل أخيرًا: «آخِر عدو يُبطَل هو الموت» (1كو15: 26), ولكنَّ المؤمنين يعيشون ويموتون في الرب الذي غلب الموت وأهانه: «لأنَّنا إن عِشنا فللرب نعيش, وإن مُتنا فللرب نموت؛ إن عشنا وإن متنا فللرب نحن» (رو14: 8).
من تكون الأرواح التي كانت في السِّجن؟
من يكون هؤلاء الذين يقول عنهم القدِّيس بطرس: «الأرواح التي في السِّجن» (1بط3: 19). من هم الذين خلَّصهم يسوع من الجحيم بنـزوله الانتصاري؟
تُعلِّمنا الكنيسة الأولى أن يسوع نـزل إلى موضع الموتى وكرز بالإنجيل للآباء البطاركة, وللقدِّيسين, وللأنبياء ولشهداء العهد القديم, ليقودهم من الهاوية إلى السماء. هؤلاء هم في الحقيقة: «الأرواح التي في السِّجن» الذين كَرَز لهم يسوع.
يقول القدِّيس إيرينيئوس بهذا الصَّدَد:
”لهذا السبب نـزل السيِّد إلى المناطق التي تحت الأرض, ليكرز بمجيئه إلى هناك أيضًا, وليُعلِن غفران الخطايا التي ينالها المؤمنون به. كل الذين آمنوا به, والذين ترجَّوه... الأنبياء والبطاركة ينالون مغفرة الخطايا كما ننالها نحن, قد صار موت الرب واسطة الشفاء وغفران الخطايا“.
تحرير النفوس المسجونة اليوم:
حقيقة أنَّ يسوع كرز للذين في السِّجن هي مُناسبة جدًّا لموضوعنا اليوم. أليست الكلمات: «الأرواح التي في السِّجن» تصف أغلبنا اليوم؟ أليس كثيرون منَّا مسجونين اليوم؟ أليس العالم يرى هذا في وجوهنا وفي تعبيرات كلماتنا اليوم؟ إنَّ قوَّات السِّجن في الحياة تفرض نفسها علينا اليوم. إنَّ يسوع يأتي اليوم لمثل هذه النفوس كمُحرِّر وحيد ليطلقنا أحرارًا. أَمَا نادى يسوع بهذا وهو يُعلِّم في مجمع الناصرة في بواكير خدمته: «لأنادي للمأسورين بالإطلاق... وأُرسِل المنسحقين في الحريَّة» (لو4: 18).
اليد التي امتدَّت لتُمسِك يد آدم تصل إلينا اليوم لتحتضن نسل آدم أيضًا, لأنَّنا نحن أيضًا مربوطون بقيود الموت. نحن أيضًا مأسورون بقوَّة الخطيَّة. نحن أيضًا قد: «مُتنا بالذنوب والخطايا», وأُلقينا إلى أبعد مكان في الهاوية. المسيح اليوم يأتي إلينا كما جاء للخروف الضال, نازلاً بحبِّه الرقيق الحنون الشَّفوق ليبحث عنَّا في الظلام, وليرفعنا معه, وكمُطارِد سماوي, فهو يُلاحقنا في طرقنا الشاردة المُتفرِّعة والملتوية. إن جعلنا مسكننا في الجحيم, فهو هناك, موجود دائمًا, ليبلُغ إلينا ويرفعنا معه إلى مجد حياة القيامة. هو يرفعنا من القلق والخوف من وجه الموت, إلى رجاء حياة القيامة الذي لا يهتـز. يرفعنا من الخوف من المستقبل إلى فرحٍ لا ينقص. يرفعنا من شعور الوحدة والبُعد والانفصال إلى الصَّداقة مع الله: «قد سمَّيتكم أحبَّاء» (يو15: 15).
ماذا كانت رسالة المسيح بالضَّبط في الهاوية؟
فكرة إنقاذ الآباء البطاركة من الجحيم كانت تُشكِّل المحور الجوهري لعقيدة نـزول المسيح إلى هناك. بينما كان المسيح ميِّتًا بالجسد, نزل حيًّا بالروح إلى مكان سجن الأرواح ليكرز لها بإنجيل الخلاص الذي كان يكرز به وهو على الأرض. ولكنَّنا نجد أن ترتليانوس Tertullian وهيبوليتس Hippolytus يقولان إنَّ فكرة افتقاد المسيح للهاوية لم تكن فقط لمجرَّد تخليص الأرواح, ولكن قد نـزل إلى حضن إبراهيم لكي تتشارك الأرواح في حبِّه. لقد أحضر معه حُب الله, ونور الله, والنَّصرة إلى أعمق المناطق تحت الأرض إظلامًا وفقدانًا لأي مجد.
رسالة يسوع إلى الهاوية كانت لتُحطِّم الجحيم. يقول القدِّيس يوحنا ذهبي الفم في عظة له بمناسبة البصخة المُقدَّسة:
”أُسِر الجحيم بنـزول ربِّنا إليه, أُلغِيَ وأُبطِلَ, مات وسُخِرَ به, انقلب وتخرَّب“.
كانت رسالة المسيح في الجحيم هي أن يُبيد الموت, ويقول القدِّيس غريغوريوس اللاهوتي في مديح للمسيح:
”طَرَد شوكة الموت وألغاها وأتلفها وأبادها, وحطَّم أبواب الجحيم الكئيبة والمُعتمة, القذرة والخسيسة والكريهة, وأعطى الإطلاق والحريَّة للأرواح“.
وستظل أبواب الموت مكسورة ومحطَّمة تحطيمًا إلى الأبد بالنِّسبة للمؤمنين بالمسيح.
كانت إرساليَّة المسيح إلى الهاوية لأجل تكميل عمله الخلاصي. كان عمله هو أن يُعلِن الخلاص, ليس فقط للأحياء, بل أيضًا للأبرار الموتى. كان يُظن في العهد القديم أن الله لا يُبالي ولا يكترث بأولئك المحبوسين والمُقيَّدين في الهاوية (شاؤول) Sheol , ولكن صار جليًّا الآن أن هذا لم يكن صحيحًا, فالله يعتني بالأموات وبالأحياء, وإن كنا عائشين أو موتى فنحن للرب كما يقول القدِّيس بولس. أكمل الرب يسوع في الجحيم عمله الكوني, وجلب للجميع نتائج ذبيحته الفدائيَّة الخلاصيَّة. يقول القدِّيس يوستين Justin الشَّهيد:
”السيِّد الرب, إله إسرائيل القدُّوس, تذكَّر موتاه, هؤلاء الراقدين في الأرض, ونـزل إليهم ليبلغهم أخبار الخلاص المُفرِحة.
في أعمق لحظات عار المسيح وخزيه على الصليب, كان كما هو الإله الأزلي الحي, تمامًا مثلما كان في وقت التجلِّي في مجده على جبل تابور, لأنَّه في وقت موته نـزل إلى الجحيم وأمر الشيطان قائلاً:
”أنا آمرك أيُّها الجحيم, أيُّها الظلام, أيُّها الموت أن تُطلِق أرواح بني آدم المُقيَّدة والمسجونة.
كانت مهمَّة المسيح في الجحيم أن يمنح لنا الإذن بالدخول, ويفتح المعبَر إلى السماء, وليكشف لنا حقيقة القيامة الآتية للأموات“.
يكتب ليونيد أوسبنكي ويقول:
”كان النـزول إلى الجحيم هو الخطوة الأخيرة في طريق الإخلاء الذي مارسه المسيح, ولكن الحقيقة المؤكَّدة لـ: "نزوله إلى جحيم الأرض", هي أنَّه أصدر لنا الإذن بالدخول إلى السماء. وبإطلاقه آدم القديم ومعه كل الجنس البشري من عبوديَّة الشيطان, هذا الذي هو تجسيد للخطيَّة والظلام والموت, فالرب شيَّد وأقام صرح الحياة الجديدة وأساسها لأولئك الذين يتَّحدون به ليصيروا بشريَّة مولودة جديدًا. ولذلك فَرَفْع آدم الروحي يُمثَّل في أيقونة نـزول المسيح إلى الجحيم, كرمز للقيامة الآتية للجسد, والتي كانت باكورتها قيامة المسيح. لذلك فإن كانت تلك الأيقونة تُعبِّر عن معنى الحدث الذي يُحتَفَل بذكراه في يوم السبت العظيم, وقد عُرِضَت لتدعونا للعبادة في هذا اليوم, فإنَّها تُسمَّى أيقونة القيامة, كتصوُّر مُسبَق للاحتفال المُقبِل بقيامة المسيح, وبالتالي قيامة الأموات المُزمِع أن تتم في المستقبل“.
ماذا تقول لنا هذه العقيدة اليوم؟
مَن يجرؤ أن يقول: ”إنَّني أُحبُّك جدًّا, لدرجة أن أذهب إلى الجحيم لأجلك؟“ إنَّه يسوع! فهذا بالضَّبط ما فعله حبُّه لنا, فقد نـزل مرَّة إلى الجحيم, وهو مُستعد أن ينـزل مرَّة أخرى لينقذك إن كنتَ هناك. يُرنِّم المُزمِّر ويقول: «وإن فَرَشتُ في الهاوية, فأنتَ هناك!»
إن فتَّش الناس ليبحثوا أين يوجد الله اليوم, فسيكون في الجحيم: جحيم الجريمة, جحيم المُخدِّرات والإدمان, جحيم الأُسَر المُمزَّقة, جحيم الضياع عن الله. قد يتوقَّع المرء أن يجد الله, ليس في الجحيم ولكن في السماء, ولكن الأخبار السارَّة لعقيدة نـزول المسيح إلى الجحيم تقول لنا إنَّ الله قد جاء في المسيح في وسط جحيمنا ليبحث عنَّا, ليُظهِر حبَّه لنا, ودعوتُه لنا هي أن نعود إلى بيتنا.
يقول القدِّيس بولس: «الذي نـزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السموات ليملأ الكل» (أف4: 10), ويُعلِّق ف. ب. ماير F. B. Meyer على هذه الآية بقوله:
”كيف نـزل؟ لقد أحنى السماء ونـزل وضباب تحت رجليه؛
نـزل إلى بطن العذراء, وإلى المذود؛
نـزل إلى الناصرة وإلى دكَّان النجارة؛
نـزل إلى الجوع والعطش, إلى الجهاد والعَرَق الدامي؛
نـزل إلى الصليب وإلى الآلام؛
نـزل إلى الموت والدَّفن وفي مغارة ليست له!
نـزل إلى ظلال عالم الجحيم المُظلِم؛
إلى الأرواح التي في السِّجن؛
وإلى أي مكان أسفل منه, إن وُجِد, سيكون هناك أيضًا!
ولكنَّه صعد من هذه الأماكن السُّفليَّة, ومعه مفاتيح الموت والجحيم عند منطقته. وصعد إلى العُلا يقود المأسورين أحرارًا... ليملأ كل القلوب, بالنِّعمة والحُب والمعونة؛ هذه التي أظهرها وقدَّمها أثناء خدمته الأرضيَّة“.
هو ينـزل اليوم:
إنَّ حبَّ الله عظيمٌ جدًّا لدرجة لا تسمح له أن يظلَّ في السماء بينما أولاده يتألَّمون على الأرض, كما أنَّه أيضًا لا يستطيع أن يبقى على الأرض, إن كان أحدٌ يتألَّم في الجحيم. الله يقتفي أثر الإنسان لأبعد مسافة يمكن للإنسان أن يهرب إليها عن الله, إلى أعمق مسافة عن الله, إلى هاوية الجحيم. الله يُطارِد الإنسان في ظلام الأرض, وفي أعماق جحيم الموت والآلام التي يُقاسيها البشر. إنَّ نـزول المسيح إلى الهاوية هو نفسه القيامة. الله يستأصِل من الجحيم عقوبة الموت عن آدم وحواء, أمَّا مفاتيح الهاوية بأبوابها ومصاريعها فقد محقها وأبادها وأبطلها كما أوضَحَت لنا الأيقونة جيِّدًا من قبل.
ويقول القدِّيس مقاريوس في تعليقه على الآية: «ذهب وكرز للأرواح التي في السِّجن»:
”هو يَكْسِر الأحجار الثقيلة التي تُغطِّي النفس اليوم. هو يفتح القبور, وهو حقًّا يُقيم الميِّت إلى الحياة ويُخرِج النفس المأسورة من السِّجن المظلم“.
No comments:
Post a Comment