هل هناك احد شريراَ جداَ بلا إيمان مثل الذين تجننوا بجنون الانقسام، حتى يظن أن وحدة الله يمكن أن تنقسم، أو أن أحدًا يقدر على أن يمزقها، وهى قميص الرب - كنيسة المسيح؟ والرب نفسه يحذرنا في إنجيله ويعلم قائلاَ (وتكون رعية واحدة وراع واحد) {يو 10:16} وهل يعتقد أي إنسان انه في مكان واحد يمكن أن يوجد رعاة كثيرون لقطعان عدة؟ والرسول بولس عندما تحدث عن هذه الوحدة، علم قائلاَ (ولكنني أطلب إليكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولاَ واحدَ ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأى واحد) {1كو 1:15}.
وفى موضع آخر يقول (محتملين بعضكم بعضاَ في المحبة، مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام) {أف 4:3}.
وهل يظن ذاك المجنون بجنون الانقسام أن له حياة بعد أن انفصل عن الكنيسة وبنى لنفسه منازل أخرى، لأنه قيل عن راحاب التي كانت رمزًا للكنيسة (أباك وأمك وأخوتك وسائر بيت أبيك، فيكون كل من يخرج من أبواب بيتك إلى خارج فدمه على رأسه) {يش 2:19}؟
وما جنون الانقسام إلا خيانة وجحد الوديعة، تلك التي يصنعها زارعو الانقسام عوض غرس السلام، الذين يغتصبون نفوس البسطاء ويسلبون الكنيسة أولادها، بل ويسلبون الله نفسه أولاده، هؤلاء إذ يرجعون عن ضلالهم وبدعهم يلزمهم أيضًا أن يردوا النفوس التي انحرفت بسببهم وتركت الإيمان الحق تابعة لفساد المشورة الشريرة.
وبقدر ما نأت الهرطقات وابتعدت عن الحقيقة الإلهية بقدر ما ابتعدت واستنبطت لنفسها جنونًا وخبلًا، تتظاهر بلبس كلمات الإنجيل، لتغرى بعض الحمقى، الذين لم يهلكوا بالسماع فقط بل أيضًا -مثل حواء- أخذوا وتذوقوا حتى أنهم -بسبب جهلهم وعدم درايتهم- صاروا يعتبرون المر حلواَ {أش 5:2} فتسببوا في انقسام أحمق ودنس.
كيف يمكن إذن أن يكونوا مسيحيين أولئك الذين هم ليسوا بمسيحيين، بل هم مجانين الهرطقات؟ وكيف ينتمون للكنيسة الجامعة وهم منقسمون ومنفصلون عن إيمان الرسل.
No comments:
Post a Comment