Translate

Thursday, May 28, 2020

الرد على فيديو لشخص اسلم "سيف التهامي" الجزء الثاني


المقطع الثاني
يبتدي يتسأل عدة اسئلة سريعة

يقول " قعدت ابحث في اللاهوت و الناسوت و ان المسيح نصفه اله و نصفه انسان"

الرد :
لا يوجد مسيحي يقول ان السيد المسيح مقسوم نصفين و هذا ينم عن جهل المتكلم عن العقيدة المسيحية
توضيح : السيد المسيح هو الله المتجسد و هذه حقيقة واضحة كالشمس في الكتاب المقدس اما عن موضوع اللاهوت و الناسوت فالسيد المسيح هو انسان كامل اتحد ناسوته مع اللاهوت و اصبحوا طبيعة واحدة لا يمكن فصلها في زمن يساوي صفر داخل رحم السيدة العذراء بدون زرع بشري اي ان السيد المسيح اله متجسد وليس انسان مأله.
فعندما نتكلم عن السيد المسيح لا نفصل الطبيعتين اي ان السيد المسيح هو الله المتجسد و الكتاب المقدس يسرد ايات كثيرة منها
"أخلَى نَفسَهُ، آخِذًا صورَةَ عَبدٍ، صائرًا في شِبهِ الناسِ" (في2: 7).
"والكلِمَةُ صارَ جَسَدًا وحَلَّ بَينَنا" (يو1: 14).
“عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد” (1تى16:3)
يقول " طب لما صلب صلب بأنه صفة"
كما قلت السيد المسيح هو الله المتجسد ذات الطبيعة الواحد و لا يمكن فصل الطبيعتين لأنهم متحدين .
مثال توضيحي : عندما يسخن الحداد الحديد في النار ويطرق عليه ليشكله ما الذي يتأثر؟
هل النار هي التي تتأثر ام الحديد ؟
فأذا قولنا ان النار هي اللاهوت و ان الحديد هو الناسوت ، وقت الصلب من الذي تأثر اللاهوت ام الناسوت؟
بالطبع في مثال الحديد المتحد بالنار الذي يتأثر هو الحديد
في الصلب اللاهوت متحد بالناسوت الذي يتأثر هو الناسوت
اذن اللاهوت لا يتأثر و لا يموت
يقول "ازاي البشر هما اللي صلبوا المسيح و هو الاله العظيم"
البشر كانوا ضمن خطة انقاذ البشرية من خطية ادم فلا يوجد جنس على الارض غير البشر فالبشر هم من فادهم المسيح و هم من استخدمهم في خطة الفداء لأنهم هم من اخطأوا الى الله.
فالله جاء الى الارض متجسدا و هذا ليس بأمر مستحيل على الله و لا يوجد مانع ان يأتي الله الى الارض متجسدا اي اخذا جسد انسان لأن الله هو الذي خلق الانسان و الكون كله فما الذي يمنع تجسد الله؟
هل فكرة التجسد صعبة على الله وعلى الانسان؟
• لتبسيط الفكرة للأفهام، نفترض أن ملكا من الملوك أو رئيسا من الرؤساء – مثلا – قد صار ضابطا في جيشه، فهل يكون قد فقد مُلكه أو رئاسته؟ بالطبع لا يكون قد فقد ملكه.. أو لو أن رئيسا قد صار ضابطا قائدا أعلى لجيش بلاده، فهل يكون قد فقد رئاسته؟ بالطبع لا.. هل يكون قد تحول من ملك أو رئيس إلى مجرد ضابط؟ بالطبع لا.. ’لم يتحول‘.. فكلمة ’صار‘ هنا ليس معناها ’تحوَّل‘، وعبارة ”الكلمة صار جسدا“ لا تعني أن اللاهوت قد تحوَّل إلى جسد، لكن الكلمة ’صار‘ هنا تعني أنه قد اتخذ صفة الإنسان – لكنه اتخذها حقيقة وليس تظاهرا.. ”إِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَان“ (فيلبي 2: 8).
• لقد واجه اثناسيوس الرسولي ادعاءات الاريوسيين أن التجسد يتعارض مع مجد الله و يجيب القديس على كل الاسئلة التي تدل على قصور في فهم السائلين أن الله يملأ الكون كله بكل اجزائه و يدبره و يملك، عليه رغم ان الكون مادة او جسم هائل. فنحن نراه و نرى اجزائه تفع تحت حواسنا. فأن كلمة الله في الكون هو جسم، و أن كان قد أتحد بالكون – أو سكن – بكل الكون و بكل أجزائه، فما هو واجهة الغرابة أن يتحد كلمة الله بالانسان ؟!!!
• فإذا قلنا إن الله ليس في قدرته أن يتجسد فإننا ننسب إليه الضعف.. إذ هو لا يستطيع أن يتجسد.
فممكن أن يقول البعض إن التجسد هو ضعف لا يليق بالله، ولكنه هذا ليس من الحق في شيء.. فإن التجسد هو عمل من أعمال القوة وليس عملًا من أعمال الضعف، وهو داخل في قدرة الله اللانهائية وغير المحدودة.

يقول " طب والمسيح كان قاعد في جبل الزيتون يبكي كان يبكي لمن"
تصحيح
متى بكى الرب يسوع؟
1- دموع السيد المسيح يوم جمعة ختام الصوم
يوم جمعة خِتام الصوم ذُكرَ أنه بكى على أورشليم وقال مقولته التي سمعناها عدة مرات في هذا الأسبوع: "يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا" (مت 23: 37، 38)، (إنجيل لوقا 13: 34، 35).
2- دموع السيد المسيح يوم سبت لعازر
يوم سبت لعازر سمعنا نص إقامة لعازر، ووجدنا في حكاية إقامة لعازر دموع أخرى! فعندما ذهبوا إلى القبر (مريم ومرثا ومعهما الرب يسوع)، بالطبع مريم ومرثا انفجرتا في البكاء، فبكى يسوع! لدرجة أن بعض الناس الذين تأثروا بهذا المنظر قالوا: "انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ" (يو 11: 36)، والبعض الآخر قال: "أَلَمْ يَقْدِرْ هذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هذَا أَيْضًا لاَ يَمُوتُ؟" (يو 11: 37).
3- دموع السيد المسيح يوم خميس العهد
ثم يأتي علينا يوم خميس العهد، وتكون الدموع كالسيل، وإن كانت هذه الدموع لم تذكرها الأناجيل، فجميعكم تعلمون أن ما ذُكِرَ في الأناجيل عن يوم خميس العهد هو أن الرب يسوع في صلاته كان عرقه ينزل كقطرات الدم: "وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ" (لو 22: 44). ولكن الذي أشار لدموع السيد المسيح أو بكاءه هو القديس بولس حيث قال: "الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،" (عب 5: 7). فبولس الرسول هو الذي أزاد على ما جاء بالأناجيل فكرة أن المسيح في هذه الليلة لم يكن فقط عرقه كالدم، ولكنه أيضاً كان يبكي!!

اذن السيد المسيح لم يجلس على جبل الزيتون ويبكي و لكنه بكي في مواضع اخرى
بكاء السيد المسيح لأنه انسان كامل فبكي على لعازر عند موته و بكى على اورشليم لأنها ستدمر بكى في بستان جثيماني لأن الامه النفسية كانت شديدة لأنه يعلم انه كان سيصلب لأنه اتى لهذا الموت.

يقول " الله لما تجسد و حاشا لله ان يتجسد ،انه تجسد و نزل على الارض وساب السما فاضية طب الناس لما تصلي و ترفع ايدها هتصلي لمين"
تجسد الله قمت بالرد عليه
اما عن نزول الله الى الارض و تركه للسماء
الرد:
لا اقدر ان اتخيل ان انسان يقول ان الله محدود بتجسده
الله يملىء الكون ولا يحده مكان
الله عندما تجسد ارسل ابنه " كلمة الله " الي الارض الله الآب موجود في كل مكان و الله الابن ايضا موجود في كل مكان و الله الروح القدس موجود في كل مكان.
اي ان الله لا يحده مكان
فالله موجود في كل مكان
سؤالك يدل على انك تحد الله داخل انسان
• فيقول ق.كيرلس عمود الدين: ونحن لانعلم بان الكلمة عندما تجسد وصار انساناً كاملاً اصبح محدوداً فهذا هو الغباء بعينه. وانما نحن نعلم بانه يملأ السموات والارض وما تحت الارض، لان الله يملأ كل الاشياء لان طبيعته ليست مادية ولذلك لاتتجزأ. وعندما اخذ جسداً اصبح ذلك الجسد، جسد الكلمة، ليس على النحو الذي ننسب فيه الضحك للرجل أو الصهيل للحصان، وانما على نحو آخر مختلف تماماً. لإنه اتحد بالجسد اتحاداً حقيقياً وجعله آداة لاتمام مقاصده في حدود امكانيات الجسد -ماعدا الخطية. (تجسد الابن الوحيد،ف 27)،ويقول ايضاً ق. أثناسيوس الرسولي: لأن الله لا ينتقل من مكان إلى آخر مثلنا نحن، حينما يُظهر نفسه فى شكل تواضعنا أثناء وجوده فى الجسد. لأنه كيف يسكن منحصرًا فى مكان ذلك الذى يملأ السموات والأرض؟ ولكن بسبب حضوره فى الجسد، فإن الأبرار قد تكلموا عن إرساليته.(ضد الاريوسيين . 4 . ف 36)
أبراهيم عادل

الرد على فيديو لشخص اسلم "سيف التهامي" الجزء الأول

أرسل لي شخص صديق مسلم يتكلم عن انسان اسلم و يوضح كيف أسلم
و احببت ان ارد على هذا الفيديو على اجزاء و هذا الجزء الأول
المقطع الأول


سيف التهامي

يقول "انا اتولدت من عيلة نصرانية"

كلمة نصراني وردت في القرآن اما اتباع الديانة المسيحية يسموا مسيحيين و ليس نصارى

* تعبير "نصارى" عند العرب، قبل المسيحية الرسولية ولا يزال حتى اليوم، يطلق على كل جماعة لا تمارس الختان، أو هي امتنعت عنه

* من غير المنطقي ان تكون النصرانية نسبة الى مدينة الناصرة ، لان هذا يفترض ان كل مسلمي المدينة في هذه الحاله، سوف يسمون اليوم "نصارى" ما داموا يقيمون فيها وينتسبون إليها

يحتفل المسيحيون هذه الأيام بذكرى ميلاد السيد المسيح، والتراث المسيحى حافل بالقضايا والإشكاليات الكبرى التى تحتاج إلى تأمل ودراسة، ومن ذلك كلمة "نصرانى"، فمن بين الألقاب الذى قد تطلق على أى شخص مسيحى، غير الكلمة الأخيرة، كلمات كثيرة منها قبطى إذا كان مصريّا، أو نصرانيا، والأخيرة أيضا يعتقد البعض إنها ذات خصوصية مصرية، وربما يعتبرها البعض وكأنها لقب معيب، ونسبها البعض الآخر إلى المسيح وبلده "الناصرة".

كلمة النصارى فى القرآن

ولعل كلمة نصارى كانت الوصف الذى جاء فى القرآن الكريم، حيث قال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ" الآية [البقرة: 113].

 

دراسة حول كلمة نصرانى

وبحسب دراسة الدكتور عزت حجازى "نزول عيسى بين الخدعة والحقيقة"، فإن مفرد كلمة النصارى هو "نصرانى"، وقد استعمل بنو إسرائيل هذه الكلمة لتعنى بها "الشخص الذى ينصر التوراة" أى المتمسك بالتوراة بحذافيرها، وكانت كلمة "نصرانى" تطلق على أولئك الذين ينصرون التوراة حتى من قبل أن يولد المسيح، فالنصرانى هو لقب لليهودى، أو بمعنى أدق للإسرائيلى (نسبة إلى بنى إسرائيل)، الذى يلتزم بما فى التوراة من أعمال وأوامر ونواهٍ.

وأوضحت الدراسة سالفة الذكر أنه عندما قام مجمع نيقيه فى القرن الرابع الميلادى باختيار ما اختاره من كتابات ورسائل لتصبح بعد ذلك الكتاب المقدس للمسيحيين كان مفهوم كلمة "نصرانى" قد تغير تماما من "شخص ينصر تعاليم التوراة" إلى شخص ينتسب إلى "قرية الناصرة"، أى اصبحت كلمة تنسب إلى قرية بهذا الاسم وليست إلى الشخص الذى يطبق التوراة، حتى الترجمة العربية تتجنب كلمة "نصرانى" تماما وهى الكلمة الآرامية الأصلية، وتعوضها بكلمة "ناصرى" حتى تنسجم مع البلدة التى أطلقوا عليها "الناصرة".

هل نصرانى من الناصرة؟

وهناك العديد من نصوص الإنجيل توضح أن المسيح كان "نصرانيا" وكلها ترجمت فى العربية إلى "ناصريا"، لكن قلب المعنى ليصبح مجرد نسبة إلى بلدة "الناصرة"، وهذا ما سبب مشكلتين عند الكنيسة من زمن بعيد، الأولى أنه لم يكن هناك بلدة تعرف تاريخيا باسم "الناصرة" فى منطقة الجليل، أو حتى فلسطين، بحسب تأكيد الدكتور عزت حجازى فى كتابه السابق، وهو الاسم الذى تم استحداثه فى القرون الأولى بعد الميلاد، والمشكلة الثانية تكمن فى أحد النصوص التى تجدها فى متى وهو هذا النص: "وَسَكن في بلدة اسْمُها الناصرة. حَدّث هذا ليتمّ ما قال الأنبياء بأنّ المسيح سيدعى ناصرياً. (متى 2: 21- 23)"، وهنا يقول متى إن هناك نبوءة قديمة للأنبياء فى الكتاب المقدس تتنبأ بأن المسيح المنتظر سيكون نصرانى أو "ناصريا" وذلك بسبب أنه سيعيش فى بلدة "الناصرة"، لكن هذه النبوءة لم توجد فى أى مكان فى الكتاب المقدس ولم يتنبأ بها أى من الأنبياء، بحسب المؤلف.

النصرانية والختان

بينما تذهب دراسات أخرى إلى أن تعبير "نصارى" عند العرب، قبل المسيحية، كان يطلق على كل جماعة لا تمارس الختان، أو امتنعت عنه.

يقول " كنت قارىء للانجيل لدرجة اني حفظته كله"

اي مسيحي في العالم من الصعب ان يحفظ الانجيل كاملا و انا اشكك في كلامه

نحن المسيحين لا نحفظ ما لا نفهمه ، نحن نفهم النصوص و نتأمل فيها و نفسرها حسب اقوال الاباء.

بيقول "و انا في تانية ثانوي كان عندي 16 سنة وقفت عند معاني الالوهية في الانجيل فكنت اقرأ في مواضع ان المسيح الله و مواضع اخرى ان المسيح هو ابن الله"

هذا هو السؤال الاول في الفيديو

هل المسيح ابن الله ام هو الله؟

الرد :

المسيح هو الله و هو ابن الله

ابن هنا ليست ولادة جسدية اي حاشا لله ان يتزوج و ينجب ولد هذا ليس ما يؤمن به المسيحيون يا أرباب العقول.

مثال للتوضيح:

محمد ابن مصر

هل معنى ذلك ان مصر تزوجت و انجبت محمد ابن مصر؟

هذا ليس معقول تماما

ابن مصر لفظ معناه ان الانسان ينتمي الى مصر

كذلك ابن الله اي هو خارج من الله

مثال : النور يخرج من النار

اذن النور ابن النار

لا يوجد نور بدون وجود النار.

أبراهيم عادل


Friday, May 22, 2020

هل "الرب رجل حروب" (خر 15: 3) أم إنه "إله السلام" ؟

 الرب هو هذا وذاك، هو رجل الحروب الذي يحدد مصير الحروب، وهو أيضًا إله السلام، هو " الرب القدير الجبار الرب الجبار في القتال" (مز 24: 8) وهو " الرب إله رحيم ورؤوف بطئ الغضب وكثير الإحسان والوفاء. حافظ الإحسان إلى ألوف. غافر الإثم والمعصية والخطية" (خر 24: 6، 7) فلماذا يرى الناقد أن بين هاتين الصفتين ضرب من المستحيل..؟! أليس الله عادل ورحوم أيضًا..؟! أليس الله هو الديان العادل وهو الإله الرحوم غافر الخطايا والذنوب؟ وإن كنا نرى اجتماع هاتين الصفتين في الإنسان، حتى أن بعض أبطال الحروب يحبون السلام ويسعون إليه، فهل نستكثر هذا على الله ذاته؟! وهل ننسى أننا خضنا غمار حرب أكتوبر 1973 م. من أجل السلام العادل مع إسرائيل..؟! الرب هو رجل الحروب بالنسبة للأشرار، وهو إله السلام بالنسبة لمحبي السلام الخاضعين لوصاياه
 
 يقول الإكليريكي عماد عبده عوض " علاقة الله بالإنسان هي قصة حب على مدى العصور، فمن محبة الله للإنسان أنه خلقه على صورته ومثاله، ومنحه بركة الإثمار والإكثار، وأنعم عليه بالسلطان، حتى صار الإنسان سيد الخليقة وكاهنها، ومحبة الله لم تنفصل عن عدله، وعدله لم يكن بعيدًا عن محبته، ففيما هو يعاقب الإنسان ويطرده من الفردوس أعطاه وعد الخلاص، وصنع له أقمصة من جلد، وفي العهد القديم ظهرت محبة الله في كل الأجيال، كما ظهر عدله أيضًا حيث ينتقم من الأشرار الذين سعوا للشر بكل قلوبهم، وقد عبَّر داود النبي عن عدل الله فقال " يا إله النقَّمات يا رب يا إله النقَّمات أشرق. أرتفع يا ديان الأرض. جاز صنيع المستكبرين" مز 94: 1، 2"

Wednesday, May 20, 2020

رائحة المسيحيين الكريهة – هل للمسيحيين رائحة كريهة؟ الرد على احمد سبيع


يخرج علينا أحمد سبيع بين الحين والآخر، بفيديو يصعب تصنيفه، أهو للبحث العلمي حقًا، أم للدعابة والمرح. وعلى الرغم من أن ما يقوله لهو أقرب للدعابة عن كونه حتى رأيًا يُحترم، إلا أننا كنا في السابق نرد عليه بموضوعية شديدة ونبين قصور علمه في الكتاب المقدس والعقيدة المسيحية، وإلى الآن لم يرد. لكن اليوم يقدم لنا أحمد سبيع تأكيدًا أنه لا يقصد أي بحث علمي بل لا يفهم ما هو البحث العلمي من الأساس، بل يقوم بتصوير الفيديو تلو الآخر لإضحاكنا بما يقول، فاليوم، مثلا، خرج علينا بفيديو يتكلم فيه عن نظافة المسيحيين، وهل لهم رائحة كريهة كما يدعي البعض؟
ولشمول الرد على الفكرة العامة والكلام الساذج الذي طرحه، سنقسم الرد إلى جزئين رئيسيين، لأن أحمد لم يكتف بدعوة المسيحيين للرد عليه في أكاذيبه، بل دعاهم أيضًا للاقتداء بما يعتقده في دينه من النظافة، فوجب علينا نحن المسيحيين أن نستعرض النظافة التي يدعونا أحمد وأن نرد على ما قاله في حق المسيحيين. فالذي يريد معرفة هذه النظافة الحقيقية التي يتكلم عنها أحمد سبيع، فليذهب إلى رابعًا” مباشرًة، وسيجد هناك ما يسره ويُحزن أحمد سبيع
الجزء الأول: النظافة مسيحيًا
أولاً: المبدأ المنطقي المغلوط الذي بنى عليه أحمد الشبهة كلها
ثانيًا: هل يدعونا الكتاب المقدس للاهتمام بنظافة الجسد أم يدعونا لإهماله؟
ثالثًا: الرهبنة والرهبان، والأمثلة التي ذكرها أحمد سبيع
الجزء الثاني: النظافة إسلاميًا
"رابعًا: النظافة حسب الإسلام كما يحبها أحمد سبيع "تعلموا يا مسيحيين
أولاً: المبدأ المنطقي المغلوط الذي بنى عليه أحمد الشبهة كلها
من المتعارف عليه بين أصحاب العقول، أن النظافة الشخصية – كما يظهر من اسمها- لهي أمر شخصي، فهي تخص الشخص وحده وفق عدة عوامل تختلف من انسان لآخر. فمن يعيش في البلاد الحارة مثل الدول الافريقية بشكل عام سيتعرق مثلاً أكثر من الذي يعيش في دولة مثل روسيا وشمال كندا. وهذا ربما يلاحظه كل شخص سافر إلى هذه البلدان او غيرها من البلدان التي تحمل نفس الصفات. وهذا أمر طبيعي ومنطقي، حيث أن حرارة الشمس والرطوبة العالية في هذه البلدان تجعل الجسد يخرج العرق لا سيما عند بذل المجهود. ومن يعمل طوال اليوم في أعمال تتطلب مجهودًا عضليًا سيتعرق أكثر من ذا الذي يجلس على مكتبٍ ليدير أعماله من الكمبيوتر المحمول الخاص به مستمتعًا بمكيف الهواء. ومن لديه سيارة خاصة حديثة يختلف عمن يرتاد المواصلات العامة كل يوم ذهابًا وإيابًا، فضلا عن هؤلاء الذين يذهبون لأعمالهم سيرًا على الأقدام


كل هذا لهو من سبيل التعريف بالبدهيات المعروفة لكل ذي عقل. وتبعًا لهذا فإن من يعمل في أعمال البناء سيختلف عمن يعمل على مكتب، فالأول سيتعرق كثيرا والآخر بالكاد سيتعرق. وعملية التنظيف لكل منهما تختلف، فالأول غالبًا ما يكون ذا حياة بسيطة وليس معه المال الكثير الذي ينفقه على أدوات ووسائل النظافة الحديثة، رغم انه الذي تعرق أكثر، بينما الآخر، الذي بالكاد يتعرق، إن كان ميسور الحال، فسيستخدم أدوات ووسائل حديثة لإزالة العرق ورائحته والمنظفات الخاصة بالاستحمام، مما تجهله نظيفًا أكثر ورائحته أفضل جدًا. هذا يعرفه كل من له عقل.
لكن، أحمد سبيع يعترض على هذا، ربما لكون كل ذي عقل يعرف هذا، ويريد أن يخصص مسألة النظافة من عدمها في دين معين، المسيحية. فكأنه يريد أن يقول إن كل مسيحي حقيقي لابد وألا يكون مهتمًا بنظافته الشخصية. وعلى العكس، فإن كل مسلمٍ حقيقيٍ فلابد وأن يكون مهتما بمظهره وبنظافته الخارجية والداخلية. ولا يشك عاقل أن هذا هراء محض، مخلوط بجهل مدقع. فأحمد للأسف يعتقد بخفه عقله أن الشخص الأكثر نظافة تكون عقيدته هي الصحيحة، وعلى العكس، فكلما لم تعتن بنفسك كان دينك خاطئ. فقد تجد ملحدًا يعيش في السويد أو الدنمارك مثلاً أكثر نظافة جسدية من غالبية المؤمنين في البلاد العربية، فهل يدل هذا لصحة معتقده؟ وخطأ معتقد من هم أكثر اتساخًا منه؟
العامل الثاني هنا، والذي تناساه أحمد عمدًا، هل يمكن أن يقول إنسان أن كل مسيحي هو غير نظيف، وكل مسلم هو نظيف؟ وأنا لا أعتقد أن أحمد يقول بهذا، فسيقول إن المسألة ليست مسألة البشر بل مسألة ما يأمره به دينهم وعقيدتهم. وهنا نرد عليه ونقول
الأول: إذن لماذا لم تعرض أي نص كتابي أو تعليم آبائي بعدم الاستحمام مثلاً أو بعدم النظافة بشكل عام؟ فكل ما عرضته هو مجموعة من الكتب تقول كلامًا غير موثقًا بأي حال من الأحوال (وهذا يدل على أن أحمد لا يعرف كيفية الاستشهاد ولا توثيق المعلومة، فهو كحاطب ليل يجمع كل ما يراه يناسب فكره وهواه السقيمان) ثم عرض فيديو سنأتي إليه فيما بعد. فمدار ما عرضه أحمد، حتى بفرض صحته، هو أفعال لأشخاص معينة لها ظروف معينة في عصور معينة لأسباب معينة، ولم يعرض أي تعليم يخص الكنيسة أو الكتاب المقدس أو حتى من هؤلاء الأشخاص أنفسهم للشعب كدعوة للتمثل بهم مثلا، هذا على فرض صحة ما نقله أصلاً. في نهاية هذا البحث سنرى كيف أن أحمد يرضى أن يستشهد بأفعال أشخاص غير ملزمة لأي شخص آخر غيرهم، ويتغاضى عن التعليم الموحى به في دينه، وهل هذه التعاليم تجعل الإنسان نظيفا أم لا.
الثاني: إن مسألة النظافة الجسدية بشكل عام هي أمر نسبي متغير من عصر لعصر ومن منطقة جغرافية لأخرى ومن ثقافة لأخرى. فلا يمكن أن نحصر أنفسنا في خطوات أو وسائل معينة للتنظيف، فكل وسائل النظافة الحالية، سواء للبشر أو للمسكن أو للملبس لم يتكن موجودة منذ عصر قريبٍ جدًا، فكم بالأحرى تلك العصور المظلمة التي لم يكن يجد المرء فيها ماء ليشرب هو وقبيلته وماشيته، فكانوا يترحلون من مكان لمكان تبعًا للماء. فكما سنرى أن النظافة التي يتغنى بها أحمد لهي مصدر للميكروبات والجراثيم، لكن أحمد يجهل كل هذا مادام سيهاجم المسيحيين بما عنده. وسوف يأتي تفصيل كل ما تكلم عنه أحمد في الأجزاء التالية

أيضًا، فإنه من الأخطاء المرصودة للجهلة، التعميم. فأنهم يضربون مثالاً ثم يقيسون عليه ما لا يمكن قياسه وفقا لهذا المثال. ولكي نوضح كلامنا، فأحمد ضرب مثال بالأنبا أنطونيوس والراهب إبيفانيوس الأنبا بولا، ثم عمم هذا المثال على كل مسيحي، فما علاقة كل مسيحي بهذا المثال؟ فهما مجرد رهبان، وليس كل مسيحي هو راهب، وفضلا عن ذلك ما علاقة كل المسيحيين من كل الطوائف في كل بلدان العالم؟ فهؤلاء رهبان مُعينون من طائفة معينة، فهل إن فعل شخص مسيحي شيء حسن، فيكون كل مسيحي هو شخص جيد لأجل هذا الذي فعله ذلك الشخص؟ وعلى العكس، هل إن فعل شخص مسيحي شيء غير جيد، فيكون كل مسيحي هو شخص غير جيد لأجل هذا الذي فعله ذلك الشخص؟ فحتى لو افترضنا صحة كلام أحمد جدلاً، فلا علاقة لهؤلاء الرهبان بكل مسيحي العالم ولا علاقة لكل مسيحي في العالم بهؤلاء الرهبان.

فيكفيك مثلاً أن تدخل المترو في القاهرة والجيزة ولو كان في بداية يوم جديد، وستجد أن الرائحة العامة للمترو كريهة، وتبعا لنظرية أحمد سبيع، فأن العدد الأكبر من الركاب يوميا لن يكونوا من المسيحيين، بل سيكونون قطعا من المسلمين، فهل يمكننا -وفقا لأحمد- أن نقول أنه بما أن رائحة المترو الذي يرتاده العدد الأكبر من المسلمين، رائحة كريهة، فالمسلمون بعمومهم رائحتهم كريهة، ثم نشطح أكثر وأكثر بالقول فنقول أن الإسلام يحرضهم على عدم النظافة؟ هل يقول بهذا عاقل؟ بالطبع لا، لكن أحمد سبيع قال به

ثانيًا: هل يدعونا الكتاب المقدس للاهتمام بنظافة الجسد أم يدعونا لإهماله؟

"يقول أحمد سبيع "بالعامية المصرية

لما بنشوف النظافة عند المسيحيين، خاصة الرهبان والمتدينين منهم، بنلاقي أشياء عجيبة. حتى أنهم شايفيين إن اعتزال الماء والبعد عن النظافة قربة لله! لا أدري، هل الله عز وجل يريد الإنسان قذرًا أم نظيفًا، يعني إنسان لديه القدرة على تنظيف جسده، ومع ذلك لا يفعل، فهل هذا الفعل يحبه الله؟ هل يحب الله من الإنسان أن يكون قذرا؟ وأن يهلك نفسه بالأمراض؟ هل يريد الله الإنسان جميلاً أم قذرًا؟ هل الإنسان القذر يكون صورة جميلة للدين عند غير المؤمنين؟ لما بنقرأ التاريخ المسيحي نجد حالات عجيبة لرهبان وعلماء مسيحيين كبار بيعتبروا ان الاستحمام جريمة وعار

كما رأينا، يدعي البعض ومنهم أحمد سبيع، ان للمسيحيين رائحة كريهة. ويروجون لهذا الطرح بين العامة من الجهلاء، ويتم تلقين الأطفال منهم بهذا التعليم الجهولي فيتشبع اطفالهم بأفكار مغلوطة تنم على الجهل ثم يسلمها هؤلاء الأطفال عندما يصيروا آباء وأمهات لأطفالهم وهكذا تستمر الخرافات بين الجهلاء من العامة. لكن على النقيض، فقد علَّم الكتاب المقدس عن النظافة القلبية وأيضًا النظافة الجسدية في مواضع عديدة. فنجد انه منذ بدء الكتاب المقدس، فإن التشريعات حول الطهارة والنظافة متواجدة حتى في أسفار موسي الخمسة ووصلت لمراحل متطورة في البيئات القديمة البدائية حيث يندر وجود الماء. فالكتاب المقدس لم يمنع الاستحمام والنظافة الجسدية بل، على العكس، أثنى عليه بحسب سفر يهوديت

يهودت 10: 1- 4

1 وكان لما فرغت من صراخها الى الرب انها قامت من المكان الذي كانت فيه منطرحة امام الرب 2 ودعت وصيفتها ونزلت الى بيتها والقت عنها المسح ونزعت عنها ثياب ارمالها 3 واستحمت وادهنت بأطياب نفيسة وفرقت شعرها وجعلت تاجا على راسها ولبست ثياب فرحها واحتذت بحذاء ولبست الدمالج والسواسن والقرطة والخواتم وتزينت بكل زينتها 4 وزادها الرب ايضا بهاء من اجل ان تزينها هذا لم يكن عن شهوة بل عن فضيلة ولذلك زاد الرب في جمالها حتى ظهرت في عيون الجميع ببهاء لا يمثل

نجد انها استحمت وتزينت بأطياب نفسية، فهل اغاظ الرب هذا؟ على النقيض تمامًا، فقد أثنى الرب على تزينها وزادها الرب جمال، لان تزينها لم يكن لأجل خطية جسدية بل عن فضيلة وورع. فنستعجب اين وجد أحمد سبيع النهي عن الاستحمام في الكتاب المقدس؟ فهل يسقط طارح الشبهة ما به على المسيحيين؟ فالجسد المسيحي هو هيكل لله. وهيكل الله ينبغي ان يكون نظيف قلبياً وايضاً جسدياً

رسالة كورنثوس الأولى 3: 16

أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم

وايضاً الرب يريد ان نكون اصحاء جسدياً والنظافة أحد شروط الصحة الجسدية

رسالة يوحنا الثالثة 1: 2
ايها الحبيب في كل شيء اروم ان تكون ناجحا وصحيحا كما ان نفسك ناجحة

أفسس 5: 29

فانه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب ايضا للكنيسة

وفي هذا ا لنص السابق يظهر مدى اهتمام المسيحية بجسد المسيحي، حيث أن الرسول بولس قد عقد مقارنة بين المسيح وجسده، أي الكنيسة من جهة، والإنسان وجسده من جهة أخرى، فكان المقابل للكنيسة هو جسد الإنسان، ووصف الاهتمام الذي يجب أن يكون عليه المسيحي تجاه جسده بأنه على نفس قدر الاهتمام الذي يقدمه المسيح للكنيسة. فأي اهتمام أعظم من هذا؟

سفر خروج 19: 10
فقال الرب لموسى: «اذهب إلى الشعب وقدسهم اليوم وغدا، وليغسلوا ثيابهم

سفر العدد 31: 20

وكل ثوب، وكل متاع من جلد، وكل مصنوع من شعر معز، وكل متاع من خشب، تطهرونه»

سفر العدد 31: 24

٢٤ وتغسلون ثيابكم في اليوم السابع فتكونون طاهرين، وبعد ذلك تدخلون المحلة

ولم يقتصر الأمر على الإستحمام وغسل الملابس، بل إمتد للتعطر ايضاً، ونجد ان العطر مستخدم في العهد الجديد وقد سكبت قارورة طيب على راس الرب يسوع وكانت القارورة غالية الثمن وسكبت ايضاً على راسه وهو يتكئ على الطاولة، حيث سبب هذا الغضب الكثير من بعض الحضور قائلين ان هذا المال كان يجب ان يعطى للفقراء. لكن يسوع وضح لهم ان هذه المرأة فعلت شيء نبيل وجميل وأثنى على فعلها. وقال لهم انا معكم زمناً قليلاً لكن الفقراء سيكونون بينكم. وسيكون فعل هذه المرأة ذكرى عبر العصور وهذه القصة جاءت في (متى 26: 6 – 13). وفي العهد القديم نجد ان العطور كانت تستخدم كدهن للمسحة


خروج 30: 25
وتصنعه دهنا مقدسا للمسحة. عطر عطارة صنعة العطّار. دهنا مقدسا للمسحة يكون.

ويضرب لنا الكتاب مثال رائع للحفاظ على الصحة في موضوع التغوط (التبرز) وقد كتب فيه كثيرون وهو ما جاء في سفر التثنية 23: 12 – 14 والتغوط في مثل هذه البيئة الصعبة والقديمة، لم يكن هناك ما يوازي هذا التشريع فيها. فقد كان هذا حفاظاً على الانسان وصحته. ويطول شرحه. فالرب امرهم بدفن التغوط لكي يقيهم من الامراض التي اصابت البلدان الأخرى

تثنية 23: 12 – 14

12 ويكون لك موضع خارج المحلة لتخرج اليه خارجا. 13 ويكون لك وتد مع عدّتك لتحفر به عندما تجلس خارجا وترجع وتغطي برازك. لان الرب إلهك سائر في وسط محلتك لكي ينقذك ويدفع اعداءك امامك.


كورنثوس الثانية ٧: ١
فاذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله. المواعيد

فالرب امر الناس ان يتطهروا من كل دنس يشوِّه الجسد، وشمل هذا التدخين والادمان بأنواعه فكل هذا يقلل من خطر الاصابة المرضية. فيعلمنا الكتاب المقدس، أن أجسادنا هي هياكل لله، ويسكن فيها روح الله، وأن من يفسد جسده سيفسده الله:

كورنثوس الأولى 3: 16 – 17

16 أما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم. 17 ان كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لان هيكل الله مقدس الذي أنتم هو

وبحسب الخلفيات الحضارية كان يتم ايضاً غسل الارجل نتيجة ان الصندل يكون مفتوح فيكون استقبال الضيف بغسل رجيله. والرب نفسه غسل أرجل تلاميذه. فغسل الارجل علامة، من حيث الخلفيات الحضارية، على اكرام الضيف وايضاً نظافة الارجل من أي غبار.


يوحنا 13: 5
ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها

نجد ان الرب يسوع غسل أرجل تلاميذه ثم مسحها فهنا يظهر إن استعمال الماء كان قبل القرن السادس الميلادي وهي إشارة واضحة إلى تطور اليهود عن غيرهم من العرب الذين كانوا يستنجون بعد تبرزهم بحجرات ثلاث

وأيضًا: متى 6: 17


وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ

ركزت المسيحية على النظافة الداخلية للقلب لان في بداية المسيحية كان الفكر موجه لليهود فاليهود على علم بجميع شرائع النظافة وأكثر المتزمتين بها حتى أنهم ركزوا على هذا النوع من الطهارة الجسدية على حساب طهارة القلب والفكر. فبعبارة اخرى كانت النظافة لديهم امر مُسلم به. لذلك كان تركيز الرب يسوع ان النظافة الداخلية اهم من أي نظافة خارجية. فالنظافة الخارجية لا تحتاج لمواقيت لتحديدها أي مثلا خمس مرات! فبفرض ان شخصًا قد سار أسفل الشمس الحارة جداً في وقت غير وقت الصلاة الرسمي، فهل لا يستحم ويكتفي بالوضوء؟ ولماذا لم يأمره دينه بالاستحمام الكامل بدلا من غسل بعض المناطق بشكل صوري مما لا يفيد في النظافة لجسدية شيء؟
وماذا عن الذين يعملون في جمع القمامة هل يقول المعترض انهم ليسوا من دينه! اين تشريع الاستحمام بعد الاجهاد هل لديه اية صريحة؟! هل النظافة بالمسح السريع للأجزاء الظاهرية؟ أم أن الأجزاء الداخلية من الجسد هي التي تحتاج أكثر إلى التنظيف من تلك الظاهرية؟ فبالطبع هناك مواضع أخرى في الجسد تحتاج للنظافة. فإن كان دين المعترض يحثه على النظافة، فلماذا لم يحثه على النظافة الحقيقية أو الكاملة واكتفى فقط بمسح الماء الصوري على الأجزاء الظاهرية التي لا تفيد في النظافة شيء؟ وهل التيمم بالرمال نظافة؟ وهذا التيمم يحدث في حالة انقطاع الماء؟ فاين النظافة في جلب تراب ووضعه على الجسد! هل يستخدم التراب للتنظيف أم يستخدم الماء للتنظيف من التراب؟

فالفكر المسيحي يقول ان الاهتمام بالقلب والروح هو الاولوية وهذا لكون الانسان يمكن أن يراعي جسده ونظافته لكنه وفي نفس الوقت يغفل عن نظافة قلبه من الحقد والطمع والكرة والرياء والنميمة، فهناك ملحدون أنظف جسدياً من المعترض نفسه بكثير، فما الذي يفيده بنظافة جسده؟ فالمعيار المسيحي صحيح ولا يتنافى مع نظافة الجسد فقد اسردت بالأعلى العديد من الامثلة

الطهارة في المسيحية عدة أوجه وهي: جسديّة، وروحيّة، وعقليّة، وأدبيّة. فجسديًا مطلوب من المؤمن المسيحي الاهتمام بنظافة بدنه، وفي مظهره الخارجي وفي نظافة ثيابه والاهتمام بالطيب والتعطر بالروائح العطرة، أما روحيًا فتعني الابتعاد عن النجاسة الروحيّة وهي الخطيئة حسب المفهوم المسيحي والتي تنبع من القلب ومصدرها القلب وحده حسب المفهوم المسيحي، أمّا من الناحية العقلية فهي اجتناب الأفكار النجسة مثل الاشتهاء
أمر الكتاب المقدس أيضًا بالاغتسال بعد قذف السائل المنوي وبعد عملية الجماع الزوجي، وذلك لتجنب الامراض الجنسية، بحسب لاويين 15: 18،16 وبعد مسّه شخصا مصابا بداء السيلان أو أيا من أغراضه لتجنب الامراض الجنسية، بحسب لاويين 15: 12،11 وبعد رجوعه من الحرب لتجنب الامراض الجنسية (حيث ان الشعوب المجاورة لإسرائيل في ذاك الزمان كانت في حالة انحطاط اخلاقي مما يعتبر بيئة رطبة لنشر الامراض الجنسية المميتة) بحسب سفر العدد 31: 24،19
وبعد مسّه حيوان غير طاهر او حيوان مات من جراء اسباب طبيعية لتجنب الامراض المعدية، انظر لاويين 11: 42،30،29. وبعد مسّه امرأة في طمثها لتجنب نقل الالتهابات بواسطة الدم، انظر الى لاويين 15: 27،21.
فهناك العديد والعديد من الامثلة في الكتاب بالكامل التي تتكلم عن النظافة الشخصية في كل مناحي الحياة اليومية له، لكن نعذر طارح الشبهة لأنه لم يدرس الكتاب المقدس لأنه لا ليس بطاهرٍ وفقا حتى للعهد القديم فقط

ثالثًا: الرهبنة والرهبان، والأمثلة التي ذكرها أحمد سبيع
على الرغم من أن أحمد افتتح الفيديو الخاص به بالحديث عن المسيحيين عمومًا، وهذه هي قيمة الفيديو، فالفيديو يهدف أصلا إلى تأكيد أن المسيحيين بشكل عام تكون رائحتهم منفرة، ورغم عن ذلك لم يتكلم عن أي شيء عقيدي أو يخص المسيحيين بعمومهم بل أنه انتقل فجأة للحديث عن الأنبا أنطونيوس أب الرهبان، ثم قفز مرة أخرى إلى آمون، ثم إلى أثناسيوس الرسولي، ثم قفز مرة ثالثة إلى القمص إبيفانيوس (التي نطقها بشكل خاطئ وكأنها كلمة غير معروفة ولم يسمعها من قبل) الأنبا بولا والمعروف باسم القمص فانوس الأنبا بولا

وكتعليق عام نقول

أولاً: من المعروف عند الباحثين المدققين، أن هناك ما يسمى المصادر الأولية والمصادر الثانوية، فالمصادر الأولية هي التي كُتبت بيد المؤلف نفسه أو على أقصى تقدير يكون قد اطلع عليها المؤلف ووافق عليها او تكون مصادر معاصرة لفترة حياته. أما المصادر الثانوية فهي تلك المصادر التي كتبت عن الشخص أو الشيء وجاءت بعده. أما ما فعله أحمد فهو يدل على مستواه البحثي الحضيضي، فقد أتى بكتاب ليس من المصادر الأولية ولا الثانوية ولا حتى الكتاب نفسه ذكر مصدراً، ولو كان لا أولي ولا ثانوي، لكلامه عن الأنبا أنطونيوس! فهل يظن أحمد أن المسيحي يقبل أي كلام مكتوب من غير مصدر طالما أن كاتبه مسيحي أيضًا؟ يبدو أنه يظن ذلك! فمن هذه النقطة وحدها، ينتهي اقتباسات سبيع جميعها إلا الأخير! لأنها كلها بلا مصدر

ثانيًا: حتى بفرض أن كل ما جاء به صحيح، فهؤلاء أشخاص في ظروف تاريخية ومعيشية ونسكية تختلف تمامًا حتى عن الرهبان المعاصرين أنفسهم بل تختلف حتى عن تلاميذهم هم، فكم بالأحرى اختلاف كل تلك الظروف عنا نحن؟ فإما أن أحمد يظن أنهم طالما هم رهبان فتكون أفعالهم، سواء حسنة أو سيئة، حجة عليها أو يجب ان يقتدي بها كل مسيحي! وهذا لن يكون غريبا عن مستوى جهله المعروف لدينا. لكن المفاجئة ستكون لو أنه يظن أنهم بأفعالهم هذه يعطونا نحن المسيحيين هذه التعاليم لننفذها مثلهم، فإن كان يقصد هذا فذلك سيكون مستوى جديدًا من الجهل وعدم الفهم الذي ما كنا نتوقعه في سبيع، لكنه غير مستبعد. فلا هم قالوا هذا، ولا نحن يجب علينا فعل ما يفعلوه
الأنبا أنطونيوس أب الرهبان
تكلم أحمد سبيع عن الأنبا أنطونيوس، ورغم أن للأنبا أنطونيوس رسائل يمكن معرفة أفكاره وفضائله ومعجزاته منها، وللبابا أثناسيوس الرسولي كتاب يشرح فيه حياة الأنبا أنطونيوس، إلا أن أحمد لم يجد في أي منهما ضالته الخبيثة، وكيف له أن يجد ضالته في مثل تلك الكتب الموثوقة؟ فذهب لأي شيء يدعى كتاب، فحتى ان كان من خصوم الأقباط أنفسهم، وحتى إن كان بلا دليل أو مصدر أو عزو، فطالما أنه كتاب ليس لمسلم وطالما أن كاتبه يقول ما نريد فيكون كلامه صحيحًا قطعا، وكيف لا وهو يقول ما نريد؟ فهذه سمة أحمد والمهاجمين للمسيحية عمومًا من المسلمين، وللرد نقول في عجالة
في العصور القديمة لم يكن الماء متوفر لكل واحد كما الآن. ونحن سنستعرض ما هو مفهوم النظافة الحقيقية عند مؤسس الإسلام ألا وهو رسول الإسلام ومعاصريه، فأحمد يعتمد في نقده للمسيحية على كلام هنا وهناك من كتب غير موثقة، فعلى العكس من هذا، سنأتي بشهادات صحيحة صريحة في تعريف النظافة بحسب مفهوم أحمد من كل الأدلة الصحيحة، لتعرفوا لماذا يهاجم أحمد المسيحيين.
الأنبا أنطونيوس كان يعيش في الصحراء المقفرة التي لا طعام ولا شراب فيها، وأحمد نفسه قال [يعني إنسان لديه القدرة على تنظيف جسده، ومع ذلك لا يفعل، فهل هذا الفعل يحبه الله؟]، فهل كان للأنبا أنطونيوس القدرة على توفير؟ وهو معتكفا في الصحراء البعيدة وحده، ويصوم عن الماء والطعام لأيام عديدة متتالية ولا يرى وجه إنسان؟
لم يطلعنا أحمد على شهادة من معاصري الأنبا أنطونيوس أو غيره تقول إن رائحته كانت رائحة كريهة مثلاَ أو أن أصابه القروح أو الأمراض الناتجة عن قلة النظافة (هذا بفرض صحة الكلام الذي أتى به أصلا)، بل سنجد الشهادات الكثيرة تفيض بعكس هذا، فقد تنيح الأنبا أنطونيوس عن عمر 105 عام وكان يتلمذ رهبان آخرين ويعلمهم
هذا الذي يقول عنه احمد أنه لم يستحم، كان يفعل المعجزات العظيمة ويقهر ويخرج الأرواح الشريرة من الناس، وغيرها من المعجزات التي حكى عنها التاريخ كله، حتى أنه أب لجميع رهبان العالم من شدة ما وجدوه فيه من كرامة ونسك وحب للإله، فكيف لشخص مثل ما يصوره أحمد أن يكون بهذا الورع والتقوى والقوة إن كان هناك علاقة بين ما يقوله وما تنقله المصادر الصحيحة عن الأنبا أنطونيوس "هذا بافتراض صحة كلامه الأول أصلا
كيف عرف صاحب الاستشهاد الذي نقل عنه أحمد، أن الأنبا أنطونيوس لم يستحم طوال حياته والأنبا أنطونيوس كان في عزلة تامة أغلب حياته الرهبانية؟
البابا أثناسيوس الرسولي


جاء أحمد كعادته بكتاب للسيدة Edith Louisa تتكلم فيه عن القديس آمونيوس الراهب، وأيضًا تنقل كلامًا على لسان القديس أثناسيوس، ولم تعط لأي من هذين القولين أي مصدر من كلام القديس أثناسيوس على الإطلاق، فقط قالت الكلام ونسبته له. وهذا الكلام نفسه يختلف عما موجود في النسخة الإنجليزية التي تُرجمت عنها هذه الترجمة العربية في النص نفسه، إلا أن معنى الكلام هو نفسه. فكيف يستشهد أحمد سبيع بكلام غير موثق لمجرد أن يهاجم البابا أثناسيوس؟ ولا يطعن في البابا أثناسيوس فقط، بل يعمم -بجهل- هذا الكلام الذي هو أصلا ليس عليه دليل، يعممه على كل مسيحي، فهكذا نرى كيف أنهم فقراء لا يملكون دليلاً ضد الإيمان المسيحي


ولنبطل هذا الكلام الذي لا يقوم عليه دليل أو منطق، سنعطي نحن دليلًا موثقًا من كلام القديس أثناسيوس نفسه عن نظيف إفرازات الأنف والفم والبطن (التبرز)، ونسأل المعترض بعدها، كيف للذي يقول بتنظيف الأنف والفم والبطن أن يمنع من الاستحمام؟!
يقول البابا أثناسيوس في رسالته لآمون ومخاطبًا إياه


For tell me, beloved and most pious friend, what sin or uncleanness there is in any natural secretion,—as though a man were minded to make a culpable matter of the cleanings of the nose or the sputa from the mouth? And we may add also the secretions of the belly, such as are a physical necessity of animal life.[1]

الترجمة
ولكن أخبرني، أيها الصديق المحبوب والتقي جدًا، ما الخطية أو الدنس في أي من الإفرازات الطبيعية، وكأن تنظيف الأنف واللُعاب يُعد شيئًا ملوما لو فعله إنسان!؟ ويمكن أن نضيف أيضًا إفرازات البطن، والتي هي من الضرورات الجسمية للحياة الحيوانية (الجسدانية

ويمكن الرجوع لكامل الرسالة في السلسلة الثنية في مجموعة آباء نيقية وما بعدها، في المجلد الرابع. فإن كان هذا رأي أثناسيوس فلماذا يدلس عليه أحمد ويأتي بأقوال بلا مصدر من كلام أثناسيوس نفسه؟ أهو الهوى والزيغان فقط؟
ثم يستشهد بأفعال بعض الرهبان وهم قله لكي يوحي للمستمع ان هؤلاء هم اكثرية وان المسيحية تدعوا لعدم النظافة بإهمال الجسد. ولا يعلم ان هؤلاء قلة قليله قد فهموا ترك العالم وقمع الجسد بهذا الشكل. فهذا فهمهم هم كما اوضحنا ان الكتاب يتكلم عن نظافة الجسد والروح والعقل وغيره. فمعيارنا كمسيحين هو الكتاب. فوجود رهبان في بيئة صحراوية غير متوفر بها الماء ليس مقياس على وجودنا نحن الان

إلى هنا ينتهي الشق المتعلق بالنظافة عند المسيحيين، ولكن يبدأ من هنا أيضا فصل جديد حول الطهارة عند المسلمين، فلنتعلم نحن المسيحيين النظافة التي يدعونا إليها أحمد سبيع



رابعًا: النظافة كما يحبها أحمد سبيع (تعلموا يا مسيحيين

قبل البدء في عرض مظاهر النظافة الإسلامية التي يريدنا أحمد سبيع أن نترك المسيحية ونتجه إليها، علينا التنبيه لعدة أمور

عرض أحمد سبيع من كتب لا تمثل أي مصدر للمسيحيين، فلم يعرض لآباء الكنيسة تعلميًا أو نصوصا من الكتاب المقدس تمنع الاستحمام مثلاً أو تمدح الشخص كلما كان أقل نظافة جسدية، ولكننا سنعرض له من أمهات كتبه المعترف بها عند أهل السنة والجماعة المنتمي إليهم أحمد، وسنعرض أحاديث صحيحة، ومن المذاهب المعتمدة لديه. فلن نفعل مثله بأن نأتي بأي كلام وكفى، بل سنأتي له من أمهات كتبه التي يعترف بها هو
سنتعرض لأكثر من مظهر من مظاهر النظافة الإسلامية عند أحمد، وليس مظهراً واحدا، داعمين كلامنا بالأبحاث العلمية والنصوص الإسلامية الصحيحة في كل هذه المظاهر، وهذا لكي يتعرف القاريء على مظاهر النظافة التي يريدها أحمد ويحبها ويعيش فيها
لن نعلق بتعليقات كثيرة في هذا الجزء، بل سنترك أغلب الكلام للمصادر الإسلامية فهي المتحدثة عن نفسها وسنترك لعلماء الإسلام أنفسهم شرح ما يقصدون. لكن سنحاول بيان الكلام الذي لربما لا يكون مفهوما للجميع
نحن هنا لا يهمنا الجانب الفقهي الإسلامي من القضية بل جانب النظافة فقط، فهذا محور كلامنا كله. فعندما نتكلم عن الوضوء مثلاً فنحن لا نتكلم عن النواقض الشرعية التي يقرها علماء الإسلام للوضوء، بل نتكلم عن جانب النظافة في الوضوء وهل يحقق الوضوء النظافة وهل يرتبط الوضوء بالنظافة أم أنه مجرد طقس فقهي لا يتعلق بنظافة الإنسان الحقيقية. نقول هذا لكي لا يأتي متعالم ومتذاكي ويقول أن كذا لا ينقض الوضوء، فنقول له: وهل ترانا في حلقة فقه نتباحث فيما ينقض الوضوء عند المذاهب وما لا ينقضها؟ نحن نتكلم في جانب النظافة فقط، بغض النظر عن نظرتك الفقهية له
ليس مقصدنا من هذا التالي إلا بيان تناقض أحمد سبيع بين ما يشنعه على المسيحيين كاذبًا، وبين ما يؤمن به هو. وأيضًا إنما وضعنا التالي لبيان كيف أنه صاحب هوى وزيغ، يصحح ما يروق له ويخطيء ما لا يروق له، فصار ذوقه حكما على الحقيقة، فظهر من هذا كيف أنه يكيل بأكثر من مكيال
الوضوء الإسلامي، هل يؤدي إلى النظافة فعلاً؟
قال أحمد سبيع في بداية الفيديو ما نصه
فالإسلام اهتم جدا بنظافة الإنسان وجعل الوضوء شرط لصحة الصلاة، لا تصح الصلاة بدون تنظيف الجسد بالوضوء، وهكذا ستجد نصوص الإسلام مجمعة على أهمية النظافة، وجعلت النظافة عبادة لله، فالجسد غير النظيف يكون عرضة للجراثيم والأمراض المعدية أكثر بكثير من الجسد النظيف

فكما قرأنا، فأحمد سبيع قد ربط بين الوضوء من ناحية وبين النظافة من ناحية أخرى. وسوف نثبت بالدليل القاطع خلاف ذلك. وفي النقاط القادمة سيكون هذا تركيزنا الذي دعانا إليه أحمد، ألا وهو: النظر في العلاقة بين النظافة والممارسات التي يقبلها أحمد كمعيار للنظافة، غير ناظرين لغير ذلك من أمور سنجدها في خضم بحثنا

Wednesday, May 6, 2020

ما هو نسب القديسة العذراء مريم؟




نستطيع أن نتعرف على بعض أفراد عائلة مريم العذراء، فقد كان لها أخت تحمل نفس الإسم مريم، وجاء ذكرها في بشارة يوحنا عند حادثة الصلب حيث “كانت واقفات عند صليب يسوع أُمُّهُ وأخت أُمِّهِ مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية” (يو25:19)، وهى أيضًا نسيبة أليصابات زوجة زكريا الكاهن أم يوحنا المعمدان (لو ١ : ٣٦ ).


يعود نسب القديسة العذراء مريم إلى زربابل من عائلة وبيت داود، ونجد أن البشير لوقا يؤكد هذه الحقيقية، أن العذراء مريم ووليدها يَعُودَان لسبط يهوذا، وبالتحديد بيت داود، حين كلمها الملاك قائلاً “لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية” (لو30:1-33)
وعن نسب السيدة مريم العذراء فى السنكسار يوم 16 أمشير الآتى:

+ تزوج متثات من سبط لاوي من بيت هارون من صوفية وأنجب ثلاث بنات حسب الترتيب الآتى:
+ مريم (أم سالومى) إهتمت بالعذراء مريم أثناء ميلاد المسيح
+ صوفية (أم أليصابات) والدة يوحنا المعمدان
+ حنة (أم مريم العذراء) أم يسوع المسيح

Monday, May 4, 2020

ايات تدل على وحدانية الله في الكتاب المقدس

هل هناك آيات في الكتاب المقدس تشهد بوحدانية الله؟ وهل كرزت الكنيسة بهذه الوحدانية؟
ما أكثر الآيات التي تشهد بأننا نعبد الله الواحد وحده.. نذكر منها هنا القليل (في العهد القديم - في العهد الجديد):

أ- في العهد القديم:
 1ـ وصية الله لشعبه منذ القديم: "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي" (خر20: 3).

 2ـ قال "موسى النبي" لشعبه: "إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلمَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ. ليْسَ آخَرَ سِوَاهُ.. فَاعْلمِ اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. ليْسَ سِوَاهُ "(تث 4: 35، 39).

  3ـ "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ"(تث 6: 4).

 4ـ " اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي"(تث 32: 39).

  5ـ صلَّى داود النبي قائـلًا: " لِذَلِكَ قَدْ عَظُمْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلَيْسَ إِلَهٌ غَيْرَكَ حَسَبَ كُلِّ مَا سَمِعْنَاهُ بِآذَانِنَا"(2 صم 7: 22)، وسبح أيضًا داود الرب قائلًا: "لأَنَّهُ مَنْ هُوَ إِلَهٌ غَيْرُ الرَّبِّ، وَمَنْ هُوَ صَخْرَةٌ غَيْرُ إِلَهِنَا؟" (2 صم 22: 32)، وفـي شكره لله قـال: "يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ" (1 أخ 17: 20).

  6ـ صلَّى سليمـان يـوم تدشين الهيكل "لِيَعْلَمَ كُلُّ شُعُوبِ الأَرْضِ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرُ "(1مل 8: 60).
7- عندما حاصر سنحاريب ملك آشور أورشليم صلَّى حزقيا أمام الرب وقال: "أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، الْجَالِسُ فَوْقَ الْكَرُوبِيمَ، أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ.. وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا خَلِّصْنَا مِنْ يَدِهِ، فَتَعْلَمَ مَمَالِكُ الأَرْضِ كُلُّهَا أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلَهُ وَحْدَكَ"(2مل 19: 15، 19).

 8- وبعد تعمير أورشليم أيام نحميا وعزرا وقف اللاويون وصرخوا بصوت عظيم إلى الرب إلههم: "أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا وَالأَرْضَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا وَالْبِحَارَ وَكُلَّ مَا فِيهَا وَأَنْتَ تُحْيِيهَا كُلَّهَا. وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ" (نح 9: 6).

  9ـ وأقر أيـوب بوحدانية الله قائلًا: "الْبَاسِطُ السَّمَاوَاتِ وَحْدَهُ وَالْمَاشِي عَلَى أَعَالِي الْبَحْرِ" (أي 9: 8).

  10ـ وسبح أساف الـرب قائـلًا: "وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ" (مز 83: 18) ورنم داود في مزاميره "لأَنَّكَ عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللـهُ وَحْدَكَ" (مز 86: 10).

  11- وقال الرب لشعبه على لسان إشعياء النبي: "قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. أَنَا أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ"(إش 43: 10، 11). "هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ الْجُنُودِ: "أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي "(إش 44: 6)، "أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ.. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ "(إش 45: 5، 6) " أليس أنا الرب ولا إله آخر غيري؟! إله بار ومخلص. ليس سواي. التفتوا إلىَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر" (إش 45: 21، 22).

  12ـ ومن الأسفار القانونية الثانية "أنك أنتَ الإلـه الواحـد في الأرض كلها" (طوبيا 8: 19) "يعرف جميـع الأمم أنك الله وليس آخر سـواك"(يهوديت 9: 19) "ليس إله إلاَّ أنت"(الحكمة 12: 13) "لا إله إلا أنتَ يارب"(بن سيراخ 36: 2، 5).



ب- في العهد الجديد:
 1ـ شهادة الرب يسوع عن وحدانية الله: "فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: "إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.. فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: "جَيِّدًا يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ لأَنَّهُ اللَّهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ "(مر12: 29، 32)، وقال لليهود: "وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلَهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟ "(يو5: 44)، وفي صلاته للآب "وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ"(يو17: 3).

  2ـ شهادة بولس الرسول "لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ "(رو3: 30) " ولكـن الله واحد "(1 كو 12: 6، غل 3: 20) " ليس إله آخر إلاَّ واحـد "(1 كو8: 24) "الإلـه الحكيم وحده"(1 تي 1: 17) "لأنه يوجد إله واحد" (1 تي 2: 5).

  3ـ شهـادة يعقوب الرسـول "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ" (يع 2: 19).

وإن كانت اليهودية تمثل الديانة الحافظة التي حفظت الإيمان بالإله الواحد في أحضانها بينما كان العالم غارقًا في غياهب الوثنية وتعدد الآلهة،  فإن المسيحية تمثل الديانة الكارزة التي كرزت بالإله الواحد للعالم كله، وإن كان اليهود كثيرًا ما انحرفوا عن عبادة الإله الواحد وسقطوا في تعدد الآلهة الوثنية، فإن المسيحيين تمسكوا بإيمانهم ودافعوا عنه، وقدمت الكنيسة الآلاف من الشهداء على مذبح الوحدانية، فضحوا بدمائهم ولم يتخلوا عن عقيدتهم في التوحيد.. لقد كان العالم غارقًا في العبادات الوثنية ودخل أباء الكنيسة في مناقشات ومجادلات مع الفلاسفة الوثنيين وأثبتوا فساد معتقداتهم، ومن هؤلاء الآباء الشهيد يوستينوس وأثيناغوراس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية الذي ألّف كتابه "الدفاع عن المسيحيين" وخصص به عدة فصول للدفاع عن وحدانية الله، وهاجم الأثينية التي تنادي بأن هناك إله للخير وآخر للشر. كما هاجم تعدد الآلهة وأثبت أن هذا أمرًا محالًا، وهكذا فعل اكليمنضس الإسكندري في القرن الثاني الميلادي، والعلامة ترتليانوس والعلامة أوريجانوس في القرن الثالث الميلادي، وفي صلوات الكنيسة نردد دائمًا قانون الإيمان الذي يبدأ بالوحدانية "بالحقيقة نؤمن بإله واحد".. إن وحدانية الله هيَ الدرس الأول الذي تعلمته الكنيسة وعلمته للعالم كله:

"بِاسم الآب والابن والروح القدس إله واحد. آمين".

القديس كيرلس الاورشليمي وقانونية سفر الرؤيا وبقية اسفار العهد الجديد

  في البدايه تعريف بمن هو القديس كيرلس من كتاب سير القديسين القديس كيرلس أسقف أورشليم (القديس كيرلس الأورشليمي)   قس الموعوظين: Κύριλλος Α΄ ...